الرئيسية / آراء ومقالات / الأمريكي حيث يوجه العراق لاجتثاث الحشد الشعبي واتهامه.

الأمريكي حيث يوجه العراق لاجتثاث الحشد الشعبي واتهامه.

كارلوس شهاب/ العراق

التعامل مع الحشد الشعبي على إنه كتلة مصمتة تتحرك كلها بتجانس تام، هو تعامل سطحي ومن يستخدمه لا يعرف القوى والتيارات في داخل الحشد. منذ إندلاع الحراك العراقي في الأول من إكتوبر عام 2019 هاجم الحراك الحشد الشعبي وقدّسه في نفس الوقت، شتمه وتذكّر دوره في الدفاع عن العراق، أحرق مقراته وبكى شهدائه في الوقت نفسه. من يرى هذه التحركات يظن إن الحراك يقدم الشيء ونقيضه، لكن لا، هذه التحركات مدروسة جداً وهي جزء من هدف أكبر، فالحراك هاجم جهة داخل الحشد وقدّس أخرى، قتل قادة جهة ومثل في جثثهم وبكى شهداء الجهة الأخرى. فمن هو المستهدف داخل الحشد؟.

تكوّن الحشد الشعبي في العام 2014 من فصائل كانت تقاتل الإحتلال الأمريكي والبريطاني ومن فصائل قاتلت في سورية أبان العدوان الأمريكي عليها وهذه الفصائل كانت تتلقى الدعم من الجمهورية الإيرانية على سبيل المثال لا الحصر كتائب حزب الله-العراق وعصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء، وكذلك تكوّن من فصائل تأسست في العام 2014 هذه الفصائل كان دعمها من داخل العراق [من العتبات المقدسة ومن جهات أخرى] مثل فرقتي الإمام علي والعباس القتاليتين ولواء علي الأكبر.
يتوضح لنا من هذا التقسيم إن هنالك خطين داخل الحشد؛ خط كانت تدعمه الجمهورية الإيرانية وهو المعروف بـ«ـفصائل المقاومة» وهو ايضاً من وُضعت معظم فصائله في قائمة الإرهاب الأمريكية. والخط الآخر هو ما يتم دعمه من داخل العراق.
من تجري مهاجمته اليوم هو الخط الأول ابتداءً من الهجوم اللفظي على «فيسبوك» بعدة تسميات منها «الميلشيات الولائية»، «كلاب الخامنئي»، «قناصة الأحزاب»، «ذيول إيران» ..الخ وصولاً لحرق المقرات وخوض المعارك بالأسلحة الثقيلة. في حين يُقدس الخط الثاني بأنه هو من حمى العراق من هجمة «داعش»، ولو راجعنا أرشيف المعارك التي دارت منذ 2014 سنجد إن الخط الأول لم يتخلف عن أي شيء، لا بل إن خبراته وتكتيكاته كانت صاحبة السبق في المعارك الفاصلة، جرف الصخر، الهياكل، آمرلي وغيرها، لكن الهجمة تقتضي أن يُلعن هؤلاء ويُقدس هؤلاء.

بالعودة للتحليل الدعائي الأمريكي لمايكل نايتس نجده إنه لم يته في هذا التقسيم، فالرجل كان دقيقاً في أختيار ألوية الحشد التي قتلت المتظاهرين فجميعها كانت من الخط الأول، ومعظمها من المشمولة بالعقوبات الأمريكية فيكتب نايتس : «هجمات القناصة. استخدمت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية وعناصر ميليشيات مقنّعين النار الحي ضد المحتجين. ومنذ 4 أكتوبر، استُهدف زعماء الاحتجاج بشكل فردي بنيران القناصة. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام العراقية، تم نشر هؤلاء القناصة من قبل ميليشيات “قوات الحشد الشعبي” المدعومة من إيران. وجرى اعتقال أحد قناصة “كتائب سيد الشهداء” (اللواء 14 في “قوات الحشد الشعبي”). وفي 17 أكتوبر، أفادت وكالة “رويترز” أن عمليات القناصة كانت بالتنسيق مع أبو زينب اللامي، رئيس “مديرية الأمن المركزي” في “قوات الحشد الشعبي” وعضو في جماعة “كتائب حزب الله” التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية (الألوية 45 و 46 و 47 في “قوات الحشد الشعبي”)». ثم ينتقل نايتس من هجمات القناصة إلى الهجمات على المحطات والإذاعات التلفزية فيكتب : «هجمات على محطات التلفزيون. تعرّضت ست محطات هي ـ “العربية” و”دجلة” و”الغد” و”أن أر تي” و”الحدث” و”تي أر تي” ـ للنهب وقُطع بثها من قبل رجال ميليشيا من “سرايا طليعة الخراساني” (اللواء 18 في “قوات الحشد الشعبي”) و “حركة حزب الله النجباء” (“قوات الحشد الشعبي” اللواء 12) بسبب استمرارها في نقل مشاهد من الاحتجاجات. وذكرت “هيومن رايتس ووتش” أن الهجمات وقعت بعد فترة قصيرة على قيام “هيئة الإعلام والاتصالات” التابعة للحكومة المركزية بتوجيه تحذير للمحطات بوقف بثها. وجرى اقتحام محطة “أن أر تي” بعد أن بثت مقابلة مع أحد المتظاهرين الذي اتهم ميليشيات “قوات الحشد الشعبي” بتنفيذ هجمات القناصة. وعندما بدا أن محطة سابعة هي “الفرات” محصّنة جيدا بحيث يصعب اقتحامها، قامت “عصائب أهل الحق” (الألوية 41 و 42 و 43 من “قوات الحشد الشعبي”) بقصف المبنى في 6 أكتوبر إما بواسطة متفجرات وُضعت يدويا أو بطائرة بدون طيار، مما أدى إلى إتلاف سيارات ومباني أخرى في المنطقة».

يُظهر لنا هذا التقيد الصارم للفصل بين ألوية الحشد من الداخل والذي يلتزم به الحراكيين والآلة الإعلامية الأمريكية مَن هو المستهدف من داخل الحشد، وإن هذا الإستهداف لا يمكن فصله عن سياق الهجمة ككل.

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();