الرئيسية / آراء ومقالات / شيفرة النصر – معركة القرن بدأت في نهم.

شيفرة النصر – معركة القرن بدأت في نهم.

في بداية ما سُمي بعملية عاصفة الحزم، وتحت شعار إعادة الشرعية إلى صنعاء، بدأ العالم حربه العداونية على الشعب اليمني في خياره التاريخي الهادف إلى التحرر من التبعية والنهب الغربي المتمثل بالجارة العربية السعودية، وتحت عنوان الرد على هذا العنوان، كانت المقاومة اليمنية المتمثلة في الجيش واللجان الشعبية تسطر أسمى آيات الصمود والبطولة في مواجهة المشروع الأمريكي وعدوانه عبر أدواته على اليمن.

طبيعة الانجازات النوعية لقوات صنعاء، وتمثُل ذلك في تحرير جبهة نهم بالكامل المشتعلة منذ ٥ سنوات، الى جانب السيطرة على مديريات في محافظتي مأرب والجوف، حيث يعني تحرير هذه المناطق تطوراً كبيراً على المستوى العسكري كونها العمق الاستراتيجي لصنعاء، والمثلث الذي يربط بين محافظات صنعاء ومأرب والجوف ولما تتميز به من سلسلة جبلية مطلة على هذه المحافظات، إضافة الى أن منطقة نهم ومحيطها لها أهميتها الاستراتيجية في تغيير المعادلة العسكرية للجبهة الشرقية اليمنية وفرض السيطرة العسكرية على محافظة مأرب التي تمثل المعقل الرئيس لسلطة عبدربه منصور هادي وقواته بعد أن فقدوا سيطرتهم على عدن.

قراءة الأبعاد والنتائج لكل من عملية نصر الله وعملية البنيان المرصوص، لا تأتي في إطار صد العدوان الأمريكي وأدواته على اليمن وحدها، فالمسألة لا تتعلق بجغرافية واحدة ضمن مشروع تحالف متوزع على جبهات مختلفة تتضمن اليمن وسوريا والعراق وغزة ولبنان وإيران وحتى أفغانستان إن لم نبالغ، فالقبول بالتحليل القائل أن عملية البنيان المرصوص تتوقف عند حد إفشال اتفاقيات السويد والتحركات من أجل تسوية سياسية، يقزم حجم الصراع في المنطقة إلى مناوشات بلا أبعاد إستراتيجية سوف ترسم شكل مستقبل المنطقة بالكامل ضمن هدف معلن بدءاً من الإعلان الإيراني وحلف المقاومة بوجوب رحيل الأمريكي بالكامل عن المنطقة وإنتهاءً ببدء عمل هذا التحالف على رحيل الأمريكي بالفعل.

المتغير الذي حُقق عبر هذه العملية بعد خمس سنوات من العدوان على اليمن هو إنهاء محاولات تهديد العاصمة صنعاء بعد تهديدها بحوالي 700 محاولة زحف عبر نهم المرتبطة بمأرب بامتداد جغرافي طبيعي، بما يفترض أن يكون الامتداد العسكري عبر المنطقتين واجداً، وبالتالي كان التحرك إلى الجوف هو جزء من المعركة، باعتبار إذا ما تم السيطرة على الجوف بشكل كامل سيكون الإنتقال إلى مرحلة أخرى وجبهات أخرى، فتحالف العدوان على اليمن كان ينصب تركيزه على هذه المنطقة بالتحديد ويجري عملياته العدوانية على اليمن عبرها.

الزلزال الكبير الذي حقق في معركة القرن المعجزة أتى بموزاة الإعلان عن ما يسميه الأمريكي عبر مبادرته الأخيرة بصفقة القرن، ففي بعد المعركة السياسي المضاف إلى البعد العسكري والإستراتيجي نجد أن الجيش واللجان الشعبية في اليمن انتقلت من موقع الدفاع لموقع الهجوم وفرض شكل المعركة بداية من إعلانهم بالرد عبر عملية آرامكو وعملية نصر من الله ووصولاً إلى معركة البنيان المرصوص ذات الطبيعة الهجومية بالكامل، بحيث شكلت  عملية البنيان المرصوص صدمة أكبر بكثير من الوقوف على تحليلات سابقة لقراءة أثر المعركة من حيث حجم المعلومات المرتبطة بالمعركة، وحجم التحول الذي أحدثته بما فيه السيطرة على جبل صلب في إطار معركة قادمة عنوانها ” تحرير الجوف ومأرب قاب قوسين أو أدنى”

 

عن harka

شاهد أيضاً

بيان صادر عن حزب الحركة القومية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();