الرئيسية / Uncategorized / شيفرة النصر-الحديدة.. المعركة المؤجلة

شيفرة النصر-الحديدة.. المعركة المؤجلة

تعود الحديدة إلى الواجهة العسكرية مرة أخرى، بعد التصعيد الذي قامت به قوات التحالف باتجاه مدينة الدريهمي المحاصرة، بحيث أن هذا التطور يأتي في إطار صراع دولي أكثر منه صراع محلي بين أطراف النزاع الممثل بالجيش اليمني واللجان الشعبية من ناحية، وبين قوات هادي المدعومة من العدوان السعودي وأدوات الهيمنة في المنطقة، وهنا نعود إلى أن دول العدوان ترى في السواحل اليمنية كهدف من أهدافها الاستراتيجية من حيث فرض السيطرة والتحكم، بدءاً من حضرموت وصولاً إلى شبوة ومن ثم أبين ثم عدن، حتى بلغت التطورات في المواجهات العسكرية للوصول إلى السواحل الغربية لليمن.

ما هو أهم من حركة هذه الأدوات في تنفيذ استراتيجية السيطرة على الساحل اليمني، هو وجود مسبق في  مضيق باب المندب للقوى الدولية الكبرى ما قبل حرب 1973، وهو ما يفتح شهية الكيان الصهيوني لوجود موطئ قدم له في المضيق سواء عبر محاولاته سابقاً عبر أرتيريا، أو ممارسة الضغوط على جيبوتي مضاف إلى ذلك محاولة الكيان الصهيوني التواجد عبر الصومال، مستغلاً الصراع الدولي سابقاً بين معسكرين شرقي وغربي، وصولاً إلى تواجد أمريكي منفرد في مضيق باب المندب بعد حرب الخليج الأولى إبان احتلال الكويت.

على الضفة الأخرى، الساحل اليمني هو جزء من خط الحرير الجديد، وهو مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير القديم، ويهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر استثمار مليارات الدولارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية، ليكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، ويشمل ذلك بناء مرافئ وطرقات وسككا حديدية ومناطق صناعية، وهو ما قد يفسر الضربات الاستباقية التي وجهت عبر أدوات ربما في بعض الأحيان تكون يمنية، لكنها لغرض واحد وهو خلق عدم الاستقرار في مضيق باب المندب، مثل موجة القراصنة الصوماليين، استهداف المدمرة الأمريكية يو إس إس كول، وصولاً إلى الصراع الذي كما أوردنا ركز في بداياته على ضرب استقرار الساحل اليمني.

لذلك يراهن العدوان بشكل دائم على خنق أي منافذ تعزز الصمود اليمني في مواجهة مشروع النهب المنفذ عبر أدواته، وبرغم اتفاق ستوكهولم فما لم يستفد منه طرف العدوان في الحديدة هو انعدام سلطة هادي على الحديدة عبر الميليشيات التي تم وضعها في الحديدة، وهي غير مرتبطة بأجندة وطنية، ولا تهدف إلى إقرار سلطة الشرعية المزعومة، وهو ما ظهر سابقاً في ابعاد الإمارات الواضح لهادي ودعمها لجيش انفصالي في إطار تقسيم اليمن بوجود كبير لضباط من الكيان الصهيوني.

بعد عملية نصر من الله تم تصعيد العمليات العسكرية للتحالف على الساحل الغربي اليمني، وهو ما يهدف إلى إشغال الجيش واللجان الشعبية في صنعاء، و إبقاء قوات التحالف في حالة تأهب، وبعد عملية البنيان المرصوص طالب وزير خارجية هادي بفتح جبهة الساحل الغربي، لما تركته العملية من أثر حقيقي في بنية العداون ونفسيته، وفي مقابلها أسس هذان الحدثان العسكريان الهامان عتبة رفع إلى الأعلى في بنية المقاومة اليمنية، بحيث أننا قد ندعي سلفاً أن حجم الضربة سيسبب مجموعة انتصارات قادمة محسومة سلفاً.

فالجيش واللجان الشعبية استطاعوا إضافة إلى البعد النفسي تحييد طائرة الأباتشي في المعركة، مع امتلاك الجيش لتقنية الطائرات المسيرة على قاعدة “وإن عدتم عدنا”، وتصاعد بنية القوة الصاروخية، مع انسحاب كبير للقوات السودانية من اليمن، ووفقاً للمعطيات التي أفرزتها عمليتي نصر الله والبنيان المرصوص، فقد صرح اللواء يوسف المداني قائد المنطقة الخامسة في الساحل الغربي بأنهم يمتلكون قدرات قادرة على دفن قوات التحالف ومرتزقتهم في الساحل الغربي، وهو ما لم يعد يحسب على أنه مجرد تصريح معنوي بعد التحول في شكل المعركة في اليمن.

 

شيفرة النصر – معركة القرن بدأت في نهم.

 

عن harka

شاهد أيضاً

بيان صادر عن حزب الحركة القومية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();