الرئيسية / آراء ومقالات / ما تكلم به الصهاينة عن الرد الإيراني.

ما تكلم به الصهاينة عن الرد الإيراني.

أوردت صحيفة The Times of Israel  الصهيونية مقالاً يرصد تطورات الأوضاع في محاولة لتحليل ما بعد الرد الإيراني فجر اليوم 8/1/2020 في قصف قواعد أمريكية في العراق، وجاء في المقال: 

ترامب يقول ” كل شيء على ما يرام”! بعد أن أطلقت إيران صواريخ أرض-أرض على قاعدتين تابعات للجيش الأمريكي وعد بإدلاء بيان للأمة الأمريكية في الصباح حول التطورات للوضع غير المستقر مع إيران، لكنه عاد ليغرد ويقول “حتى الآن، جيد جداً” !! 

فبعد ساعات من تصريح ترامب صرح الإيرانيين بأن عدد ضحايا هجومهم 80 جندياً أمريكياً، وجاءت الصواريخ الإيرانية في الرد على الضربة الأمريكية التي أدت إلى مقتل قاسم سليماني، في الوقت الذي تتعرض فيه الإدارة الأمريكية لضغوط حقيقية للكشف عن المزيد من التفاصيل حول المعلومات الاستخبارية التي أدت إلى الضربة الأمريكية، خاصة بعد أن صرح ترامب بأن قراره بقتل سليماني أنقذ حياة الأمريكيين، وأنه سيحيط الكونغرس بأسباب الهجوم حيث قال سابقاً ” لقد كان الإيرانيون يخططون لشيء ما” 

حتى هذه اللحظة لم يقدم ترامب أو مستشاريه أو كبار مسؤولي الأمن القومي أي تبرير لاستهداف سليماني سوى المضي بتقديم تبريرات عامة جداً دون الإدلاء بأي تفاصيل مهمة، وتصريحات تشبه قوله ” لم يعد سليماني وحشاً نخشاه، لقد قتلناه، وهذا أمر مفيد جداً لكثير من البلاد لأنه كان يخطط لهجوم كبير وواسع ضد مصالحنا ومصالح حلفائنا، ونحن أوقفنا خطره، ولا أحد يستطيع أن يشتكي من ذلك” انعدام التفاصيل مسألة لا يقبلها الديمقراطيين في الكونغرس، وهو ما صعد من موقفهم من إدارة ترامب لسن قانون يحد من قدرته على اتخاذ أي قرار يتعلق بالخارج. 

وفي نفس السياق فقد دعا زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ نشاك شومر والسيناتور بوب مينينديز عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي وزعيم الديمقراطيين في الكونغرس إلى وجوب رفع السرية عن الإخطار المكتوب الذي أرسله ترامب إلى الكونغرس، وكان الإخطار مطلوباً بموجب قانون قرار صلاحيات الحرب لعام 1973، والذي يتطلب من الرئيس تقديم تقرير إلى الكونغرس في حال تم إرسال قوات أمريكية لتنفيذ أي عمل عدائي في الخارج. 

وقال مينينديز في كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ ” يجب على الرئيس الحضور إلى الكونغرس، وتقديم معلومات استخبارية واضحة ومقنعة عن سبب الضربة على سليماني، يجب أن نوضح للإدارة الأمريكية أن الرئيس لا يملك سلطة شن أي حرب ضد إيران بمفرده عقب كل تصريحات الإدارة المضللة”. 

وأكد ترامب أن الضربة كانت رداً على التهديد الإيراني والهجمات التي نفذت بواسطة وكلائهم، وأن الولايات المتحدة مستعدة للهجوم مرة أخرى وبقوة أكبر، وقد صرح أنه في نهاية المطاف يريد سحب القوات الأمريكية من العراق، ولكنه ليس الوقت المناسب بالنسبة للأمريكان، فمن غير المقبول أمريكياً أن يكون موطئ قدم الإيرانيين في العراق أكبر. 

وقد ساند كبار مستشاري ترمب الضربة التي استهدفت سليماني، وقال وزير الخارجية الأمريكي بومبيو ” لقد كانت لدينا معلومات استخبارية مهمة تشير إلى وجود خطط تستهدف المصالح الأمريكية وحياة الأمريكيين، وحياة العراقيين أيضاً، وفي رده على سؤال حول ما إذا كان التهديد وشيكاً في أيام أو أسابيع أجاب وزير الدفاع مارك إسبير ” أعتقد أنه من المنصف أن نقول أيام بكل تأكيد” 

ووصف إسبير المعلومات الاستخبارية بالدقيقة والشائكة بشكل كبير، وأضاف إن زعماء الكتل في مجلسي النواب والشيوخ بالإضافة إلى رؤساء ونواب رؤساء لجان الاستخبارات في كلا المجلسين حصلوا على الإخطار المحاط بالسرية والذي يحتوي على المعلومات اللازمة لقرار اغتيال سليماني، وأنه في الوقت المناسب سيتم إحاطة الهيئات التشريعية بالتفاصيل اللازمة حول الهجوم. 

وأضاف إسبير ” سليماني كان في بغداد لتنسيق هجمات موجهة ضد المصالح الأمريكية، والإيحاء بأن قتله ليس هدفاً مشروعاً لنا هو إيحاء خيالي وغير واقعي” 

وفي سياق الجدل الأمريكي الداخلي على قتل سليماني وصف السيناتور الأمريكي ديان فاينستاين الهجوم الأمريكي بأنه “خطأ”، وقال ” لم أرى حتى الآن كيف سيمنع قتل هذا الرجل من أن تستهدف إيران المصالح الأمريكية؟ ” وفي أعقاب العملية أعلنت إيران أن لن تلتزم بالاتفاق النووي الذي عقدته عام 2015، وتعهدت بالرد على هذه العملية، إضافة لتصويت البرلمان العراقي على طرد القوات الأمريكية من العراق، الأمر الذي من شأنه تقويض الجهود الدولية المبذولة في مكافحة الإرهاب والحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. 

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();