الرئيسية / الصراع العربي الصهيوني / كما تغلبنا على تهديد القومية العربية.

كما تغلبنا على تهديد القومية العربية.

في مراسم أقيمت أمس الاثنين في مقر قيادة جهاز الأمن العام الصهيوني “الشاباك” قال رئيس وزراء الكيان: غايتنا التغلب على التهديد الإيراني، كما تغلبنا على تهديد القومية العربية.

هكذا تصريح يفتح الباب على مصراعيه لقراءة تاريخية دقيقة للصراع العربي الصهيوني في إطار يتسع تماماً لحدود جغرافية واسعة، ففي كتاب ” أقتل أولا: التاريخ السري للإغتيالات المستهدفة في إسرائيل” للصهيوني رونين برغمان، يكشف الكتاب تاريخاً حافلاً من حرب الاغتيالات التي نفذتها أجهزة الكيان الصهيوني الاستخبارية الإرهابية في اغتيال الأعداء كما يصنفهم الكيان الصهيوني، بل ويذهب الكتاب إلى تحليل اكتشافات وآثار هذه الاغتيالات حسب تعبير المقدم.

تصريح المجرم نتنياهو لا ينفصل عن كامل الخطاب الصهيوني ككل، فـ ” إسرائيل البلد الصغير” حسب تعبير الصهاينة لم تنتهي حتى هذه اللحظة تعاني من المحاولات العربية للتدمير و”التهديد الدائم”، رغم ما تبجح به نتنياهو بأن بلده وصل لمرحلة غير مسبوقة في تاريخه من إقامة علاقات دبلوماسية لم يكن الكيان يحلم بها يوماً، فمن ناحية تبجح نتنياهو حقيقي، فهندوراس وكولومبيا صنفت حزب الله كمنظمة إرهابية، وفي كردستان العراق الصهيوني يقيم بين ظهراني الأكراد ويدعم انفصاليتهم، والخليج العربي الرسمي يبادر بمناسبة وبدون مناسبة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، دون أن نهمل مجموع العلاقات المعقدة التي تربط الكيان الصهيوني بمناطق النزاع والتوتر في أفريقيا.

أقتل أولاً ربما يكون مقدمة مهمة لقراءة التاريخ القريب في الصراع مع الكيان الصهيوني، فنحن عندما نتحدث عن الصراع في سوريا، لا يمكن لنا أن نهمل بشكل أو بآخر الصوت الصهيوني المرتفع في هذا الصراع، وليس أدل على ذلك من جبهة النصرة في القنيطرة، والخوذ البيضاء، ومجموعة الأخطبوط الذي فاخر الصهاينة بوجودهم لمنع وصول الإيرانيين حدود فلسطين المحتلة.

لكن تبجح نتنياهو يجابهه سلوك صهيوني يشي بقيمة الرعب التي تحاصر سلوكه اليومي، فقد أعلن منذ أيام بدء جيش الكيان بتركيب سلسلة من أجهزة الاستشعار تحت الأرض على طول الحدود الشمالية للكشف عن أي أنفاق جديدة تحت الأرض تمتد إلى فلسطين المحتلة من لبنان. وتأتي هذ الخطوة بعد عام من اكتشاف الجيش لستة من هذه الممرات، التي حفرتها منظمة “حزب الله” اللبنانية، وتدميرها.

ويثابر الكيان بكل إمكانياته لتجريم كافة أشكال المقاومة، بل وينتحر حسب تعبير اليسار الصهيوني بالذهاب إلى ضم الضفة الغربية وتنفيذ مشروع الوطن البديل في الأردن بعد فشله الذريع في العراق، عبر إنهاء ملف داعش المبكر من قبل المقاومة العراقية متمثلة في الجيش العراقي والحشد الشعبي، وهو لا ينفك أن يعلن ليل نهار عن أعداء متفرقين في العالم مثل فنزويلا وكوبا وحركات التحرر الصاعدة في أمريكا الجنوبية، فالكيان الصهيوني يثبت بما لا يدع للشك أنه مجرد قاعدة تتحرك وفق المصالح الأمريكية، وتتأزم وفق ذات المصالح، وتتقاطع في أزماتها مع أزمات كافة أدوات الولايات المتحدة الأمريكية.

عن harka

شاهد أيضاً

المطبعون يتنحون بالشريعة/دراسة.

لمؤسسة الشريعة وجهان تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه التطبيع، موقف متورط في الخطاب التطبيعي ومروج له، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();