الرئيسية / آراء ومقالات / كل شيء بخير| خربشات طوني حداد.

كل شيء بخير| خربشات طوني حداد.

هذا الجدل الفارغ بخصوص وجود قتلى أميركيين في الهجمات الصاروخية الايرانية أم لا، أو الغمز الخبيث من قناة إمكانية وجود اتفاق إيراني أميركي بالواسطة على حدود الردّ, جدل لا يودي الى مكان.
الهدف الأساس الذي وضعته ايران وبتوجيهات من سماحة الإمام المرشد والحكومة الايرانية هو إخراج القوات الاميركية من المنطقة, فكانت جريمة اغتيال القائد “سليماني” هي الفرصة الذهبية التي قدمها “ترامب” -بغباء وغطرسة غير محسوبة النتائج- لإيران لتغيير قواعد الإشتباك واعتبار كل جندي أميركي أو كل قوة عسكرية أو قاعدة أميركية في المنطقة هو هدف محتمل ومشروع للصواريخ الايرانية , مايعني أن “ترامب” قد سطّر بفعلته الخرقاء ماعبّر عنه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بقوله :
“إن أميركا سطّرت نهاية تواجدها في المنطقة، وهي تمضي أيامها الأخيرة فيها، ولن يكون لها مستقبل في منطقتنا.”
المعنى ذاته قاله من قبل سماحة السيّد في كلمته “التأبينيّة”الأخيرة من بيروت غداة جريمة اغتيال الشهيد القائد “قاسم سليماني” ورفاقه .
هذا الكلام يصبّ في عمق الهدف الذي وضعته ايران- هدف خروج أميركا من المنطقة- نصب أعينها انتقاماً لاغتيال الشهداء القادة وفي الوقت ذاته صوناً لدمائهم كي لاتضيع في بضع هجمات صاروخية تعود الأمور بعدها إلى مربعها الأول وكأن شيئاً لم يحدث .
وهذا بالفعل مابدأت تظهر بوادره ابتداءً من مسارعة ماتبقى من قوات أميركية شرق “الفرات” السوري بتفكيك مقراتها والمغادرة إلى العراق متجاهلة ماكان يقوله “الكاوبوي” المتغطرس ترامب في الأمس القريب وقبيل جريمة الإغتيال بأن قواته باقية في سوريا لأنه “يحبّ النفط” السوري بحسب تعبيره الوقح .
اليوم وبفعل دم الشهداء الأبرار “والرسالة الصاروخية” الايرانية أول أمس بات أكثر مايحبّ “مستر بريزدنت” هو سلامة جنوده فقط ولو كلّفته هذه السلامة الانسحاب من المنطقة كلها يجرجر أذيال الخيبة تاركاً “أيتامه” وعملاءه من “كورد ومن أعراب” لمصيرهم الأسود, مفسحاً بالمجال لمحور المقاومة وقادته أن يعلنوا بكل ثقة :
“الأمر لي”.
“حائك السجّاد” الإيراني الماهر يعرف وبدقّة كيف يديرمعاركه باقتدارعلى قاعدة التمييز بين الهدف الاستراتيجي المنشود و”فورة الدم” المؤقتة التي لابد منها , فيجمع بين الإثنين بتوازن مدهش, مستلهمين قوله سبحانه وتعالى :{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();