الرئيسية / الصراع العربي الصهيوني / قرار الحرب هو الأكثر صعوبة في إسرائيل.

قرار الحرب هو الأكثر صعوبة في إسرائيل.

لا يمكننا شن حرب حقيقية في غزة، بل وليس لقادتنا طريقة لإقناع الجمهور بضرورة الحرب، هكذا افتتحت مجلة ليبرال الصهيونية الشهرية مقالاً بعنوان ” قرار الحرب هو الأكثر صعوبة في إسرائيل”

وأضاف المقال؛ على الرغم من أن إحجام نتننياهو عن الذهاب إلى الحرب في غزة قد يكون مرتبطاً بطريقة إدارته للحكومة، إلا أنه يتوافق مع التغير العالمي في ظاهرة الحرب، خاصة فيما يتعلق بإرسال قوات برية، هذا الشكل بات مصدر قلق واضح لدى الدول في العالم، حتى أن روسيا تراعي أقسى درجات ضبط النفس في استخدامها لقواتها البرية في سوريا.

التغيير له علاقة بعاملين رئيسيين:

لم تعد الحرب البرية كسابق عهدها، بل أصبحت أكثر تعقيداً بسبب التركيز المتزايد على المناطق السكنية المكتظة بالسكان، وظهور أساليب جديدة في تهديد القوات البرية، كاستخدام الصواريخ المضادة للدروع، والكمائن المفخخة، والغرف المحصنة تحت الأرض في المناطق السكنية، إذاً نحن لم نعد أمام مدن تستقبل القوات البرية بهدوء، بل بمقاومة تكبد أي جيش في العالم خسائر فادحة.

والعامل الثاني يتعلق بقابلية تحقيق هدف استراتيجي واضح وقابل للتنفيذ عند استخدام القوات البرية.

كلا العاملين متشابكين إلى الحد إلى يجعل اتخاذ قرار الذهاب إلى الحرب شائكاً، فقد نعرف كيف نذهب إلى الحرب، لكننا لن نعرف كيف ستتطور أو كيف ستنتهي.

في العصر الحديث أصبح الإحجام عن الحرب شائعاً بشكل كبير، فانتشار السلاح المتقدم بين المنظمات شبه العسكرية قد جعل من الانتصار في أي حرب أقل يقيناً حتى عند أكثر الجيوش تقدماً في العالم، ومع ضعف العلاقة بين ما يحدث في ساحة معركة وبين النتيجة المرجوة منها، فقد شهدت العقود الأخيرة زيادة في إمكانية فقدان السيطرة على الحرب، فرغم أن الجيش الصهيوني تمكن خلال غزو لبنان من الوصول إلى بيروت وطرد ميليشات م.ت.ف في حرب لبنان الأولى 1982، إلا أن هذا الإنجاز قضي عليه لأنه أتاح الظروف المناسبة لإيجاد قوة معادية له وهو حزب الله، الذي أصبح القوة المهيمنة لاحقاً، وهي ذات النتيجة التي وجد الأمريكيون أنفسهم فيها في كل من العراق وأفغانستان.

هكذا أصبح التحدي الرئيسي هو صياغة هدف واضح لوجود غزو بري، حيث أن مبدأ القتال الأساسي لدى الجيش الصهيوني هو تغيير الواقع السياسي وفرض مفهوم الدولة المهزومة على أي جهة يخوض الكيان حرباً معه، لكن مع التغيرات الحاصلة على أرض الواقع، أصبح الحديث عن هكذا أهداف محض توقع لا يمكن التكهن بتحقيقه، وفي حالة كحالة غزة فنحن نقف أمام نتائج تعد كارثية على إسرائيل نفسها، وعلى السكان وهم الذين أصبحوا غير قابلين للاستمرار في دفع ثمن هكذا حرب، ولأجل ذلك دائماً ما يكون السؤال المحرج عن الحرب، لماذا؟!

عن harka

شاهد أيضاً

المطبعون يتنحون بالشريعة/دراسة.

لمؤسسة الشريعة وجهان تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه التطبيع، موقف متورط في الخطاب التطبيعي ومروج له، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();