الرئيسية / آراء ومقالات / في إطار صفقة القرن، أين يكون مشروع غاز شرق المتوسط؟

في إطار صفقة القرن، أين يكون مشروع غاز شرق المتوسط؟

خط نابوكو إلى أين ذهب؟ 

بتاريخ 6/2/2012 نشرت وكالات الصحف العالمية خبراً مفاده خط نابوكو يشارف على الانهيار.

أدارت روسيا معركة إنهاء خط أنابيب نابوكو بامتياز وحنكة، فإضافة إلى ما ذكرناه في المقال السابق حول الاستراتيجيات التي اعتمدتها روسيا لمواجهة مشروع نابوكو، قامت روسيا بإبرام اتفاقيات عبقرية لشراء فائض الغاز من “تركمانستان” و”أذربيجان” بعقود طويلة الأجل بحيث ضمنت روسيا انسحاب الدولتين من تعهداتهما نحو اتفاقية نابوكو .. ما يعني أن المشروع النابوكاوي أصبح أنابيب بدون غاز .. نكتة فارغة لم تنسى روسيا أن تسخر منها في كل المحافل الدولية واعتبرت المشروع مجرد أوبرا بدون ألحان وإنشاد فوضوي يردده الأوروبيون والأمريكيون، وهو ما تم للروس في نهاية المطاف، خط أنابيب بدون غاز، حيث انهار المشروع ا

خط أنبيب نورد ستريم " السيل الشمالي"
خط أنبيب نورد ستريم ” السيل الشمالي”

لتركي الطموح بأن تكون تركيا دولة ترانزيت غاز تستفيد من ميزة مرور الغاز بأراضيها، ونذكر هنا إعلان بوتين المعتد بمشروع السيل الشمالي حيث قال: ” سيتم تزويد الغاز بأقصر طريق عبر ربط أكبر موارد الغاز الروسي بالسوق الأوروبي، بدون مخاطر الترانزيت، بثبات وسلاسة، نحن نستطيع ضمان هذا الأمر” 

وما بين عام 2000 و 2012 كان الوطن العربي في عين العاصفة، فهو من جهة يوضع في إطار التبعية الاقتصادية والسياسية لحلف الناتو تحت مفهوم الشرق الأوسط، وفي الاستراتيجية الشرقية “الصين وروسيا” تحت مفهوم غرب آسياالذي يُنظر إليه على أنه الخاصرة الأكثر رخاوة للبر الآسيوي المتشارك مع الروسي الطموح.

لكن قبل أن نتناول المنطقة العربية “الشرق الأوسط أو غرب آسيا” فيجدر أن ننوه ولو بشيء بسيط إلى المسألة الأوكرانية، ففي عام 2014 فيما عُرف بأزمة القرم، و بحسب وصف صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فما جرى في أوكرانيا في عام 2014 هو إيجاد ساحة حرب باردة بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، أما شرارة الأحداث فكانت تتعلق برفض أوكرانيا التوقيع على معاهدة تجارية مع الإتحاد الأوروبي.

كانت الأزمة الأوكرانية أزمة مفتعلة من الغرب بشكل عام وأمريكا بشكل خاص كنوع من الرد على إفشال روسيا للمشروع الأمريكي في خط نابوكو، وكجزء من محاولة دفع أوروبا للتقليل من تبعيتها للغاز الروسي، حيث أوكرانيا هي خاصرة روسيا الغربية الرخوة منذ دخول الاتحاد السوفيتي في حكم المافيات بعد رحيل جوزيف ستالين، فما قبل 2014 وقعت أزمتان ما بين أوكرانيا وروسيا الأولى في 2006، والثانية في 2009، وفي كلا الأزمتين تم إيقاف توريد الغاز الروسي إلى أوروبا، الرد الروسي كان بضم احتفالي مهيب لجزيرة القرم في إعلان شكل صفعة كبرى للغرب وأمريكا بخطاب من بوتين قال فيه ” بعد رحلة طويلة وصعبة، ها هي القرم تعود إلى بيتها الحقيقي”

أما الرد الثاني والأساسي كان بتجاوز وجود أوكرانيا كمعبر للغاز الروسي إلى أوروبا عبر مد خط أنابيب السيل الجنوبي

خط غاز «الأنبوب الجنوبي» «ساوث ستريم»

وهنا جاءت الخطوة التركية الأذرية بإنشاء خط أنابيب تاب، و يعد مشروع “تاب” امتداد خط أنابيب جنوب القوقاز و”تاناب” والذي سوف ينقل الغاز المنتج من “شاه دنيز-2” عبر اليونان وألبانيا بمرور البحر الأدرياتيكي إلى جنوب إيطاليا ثم إلى أوروبا الغربية. يبلغ طول خط الأنابيب 878 كيلومتراً وقطره 48 بوصة. يمتد الجزء الأدنى من خط أنابيب “تاب” في العمق حوالي 820 مترًا من سطح البحر ويمر الجزء الأعلى ب1800 متر في الجبال الألبانية. سيغطي خط الأنابيب أراضي اليونان وألبانيا من الشرق إلى الغرب حتى ساحل البحر الأدرياتيكي وإلى الساحل في منطقة بوغليا بإيطاليا. سوف تنضم “تاب” إلى شبكة نقل الغاز الإيطالية التي تديرها شركة Snam Rete Gas. يوفر المشروع فرصاً رائعة لتوصيل الغاز الأذربيجاني إلى الأسواق الأوروبية الرئيسية مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وسويسرا والنمسا.

مشروع خط الأنابيب تاب

 

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();