الرئيسية / الأخبار / أخبار دولية / حدود المواجهة العسكرية السورية – التركية عالمية بامتياز النتائج

حدود المواجهة العسكرية السورية – التركية عالمية بامتياز النتائج

إنجازات ميدانية سريعة و نوعية يحققها الجيش العربي السوري أصابت أردوغان بحالة هلع عبر عنها بتصعيد وتيرة التصريحات، مدعوماً بمواقف أمريكية عبر عنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بقوله ” نحن نقف إلى جانب حلفاءنا للرد على الهجوم السوري المزعزع للاستقرار” وهو ما ترجم بتنفيذ الطائرات الأمريكية لضربة جوية شمال شرق سوريا يوم الأربعاء الماضي، الجديد في معركة إدلب هو تكبيد الجيش التركي خسائر غير مسبوقة في تاريخ الأزمة السورية، حيث دأب الأتراك على تصدير الجماعات الإرهابية المسلحة كرأس حربة في القتال

وقد مارس العدوان التركي تحشيد خطابي وسياسي وإعلامي وأيدولوجي والميداني فيما يتعلق بمعركة إدلب، إلا أن الصحف التركية تناولت الوضع التركي من مرحلة العمليات المحدودة في عفرين ودرع الفرات وعملية نبع السلام إلى مرحلة الحرب الشاملة مع سوريا على مساحة جغرافية تمتمد من اللاذقية إلى حدود القامشلي على الحدود العراقية، وهو ما دفع بوزير الدفاع التركي خلوصي آكار بالإقرار باحتمالة انتقال تركيا إلى خطة ب و ج في حال فشل الخطة أ والتي تتضمن انسحاب القوات السورية من النقاط التي سيطرت عليها، والذي حمل خلاله تصريحه إلى التلويح بعملية احتلالية جديدة تنفذها تركيا، بحيث بلغ التحشيد أعلى مستواه في الدعوة إلى احتلال سورية وصولاً إلى دمشق وإسقاط النظام السوري بالقوة العسكرية للحفاظ على الأمن القومي التركي وهو ما عبر عنه زعيم الحركة القومية التركية. 

أما الوقائع الميدانية فالجيش العربي السوري وجه لتركيا ضربة شكلت درساً تاريخياً لم تعرفه الدولة التركية منذ نشأتها، بتنسيق سوري-روسي-إيراني، بحيث لا نبالغ إن قلنا أن حجم هذا الدرس أحرج القيادة السياسية التركية بشكل غير مسبوق بالاستناد على هذه الوقائع، حيث استطاع الجيش العربي السوري من تحرير خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب، ليسيطر عليها وعلى عشرات البلدات والقرى، وبعدها على الطّريق الدّوليّ بين حلب ودمشق.

كما استطاع الجيش، بدعم من إيران وحزب الله براً، وروسيا جواً، أن يحشد قوات كبيرة في المنطقة لتحرير أريحا وجسر الشغور (وهي مهمة بالنسبة إلى ريف اللاذقية الشمالي)، وبعدها محاصرة إدلب من كلّ الجهات، باستثناء حدودها مع تركيا، ولاحقاً يوم الجمعة سيطر الجيش العربي السوري على بلدة أورم الكبرى وأبو عمشة وجمعية الرضوان على طريق حلب -إدلب القديم جنوب غرب حلب، بعدما سيطر نارياً على مدينة الأتارب الاستراتيجية، وبدأ الجيش السوري بإزالة السواتر الترابية من أوتوستراد حلب الدولي، حيث أعلنت الدولة السورية عن فتح الأوتوستراد لأول مرة منذ ثماني سنوات.

الحدود الفعلية للدولة السورية هي كامل التراب السوري، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الروسي بتصريحه اليوم بأن ليست لدى روسيا وإيران وتركيا أهداف واحدة في سوريا، وهو ما يعزز من الخطاب الروسي السابق بتقييمه لعمليات الجيش العربي السوري بأنها عمليات مشروعة لتطهير الأرض السورية من الجماعات الإرهابية واستعادة الدولة السورية لسيادتها على كامل ترابها الوطني.

هذه الحدود هي حدود الخيبة بالنسبة للمحتل التركي، رغم المحاولات الأمريكية والصهيونية بالدفع أكثر بتركيا للمواجهة في سوريا لبلوغ مفهوم الحرب الشاملة، وهو ما يقرأ من قبل محللين على أنه لن يحصل، فطبيعة أردوغان تجنح إلى التصعيد الكلامي لبلوغ التسويات السياسية، والتي تقرأ ضمن فهم الروسي للسلوك التركي، في محاولته لعدم السماح للتركي بالعودة بالكامل إلى حضن حلف الشمال الأطلسي، وإنهاء المشروع الكردي في شمال سوريا، ما يتقاطع مع المصلحة الإيرانية بسحب البساط من تحت أقدام الأمريكي في المنطقة.

 

عن harka

شاهد أيضاً

بيان صادر عن حزب الحركة القومية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();