عن مصطلح “الحرب الأهلية” لتوصيف الأزمة السورية، الكذبة والتضليل والعقل المهزوم والمستقيل.

– استخدام توصيف “الحرب الأهلية” لما حدث في سوريا، أولا ينزع المسؤولية عن المحور الأمريكي، وكأن التأثير الدولي والإقليمي في الاحداث السورية كان على الهامش، وليس الدافع والمؤسس والمحرك والمستفيد.

– إضافة للتضليل ورفع مسؤولية المحور الأمريكي، فإن المصطلح هو كذب محض، ما حصل في سوريا ليس صراعا بين مناطق وطوائف، بل صراع بين اصطفافات سياسية دولية، صراع بين الشرق والغرب، صراع داخل سوريا (الجغرافيا) لتحديد شكل العالم بأسره، وفي حقيقة الأمر لا يوجد صراع حتى يومنا هذا (1 أيار 2022) بين الطوائف السورية، يمكن التحقق من ذلك بمجرد المشي في أي شارع في دمشق أو حمص أو حلب أو اللاذقية .. الخ

– هناك عمل منهجي ومدروس لاختراق “الذهن” السوري، بعد الفشل في تسجيل اختراق في الموقف السياسي والاصطفاف الرسمي السوري، بوضع المواطن السوري بين كماشة الوضع الاقتصادي الضاغط من جهة، والدراما والسينما والمقالات ومواقع التواصل الاجتماعي والإشاعات، الاختراق المطلوب هو زراعة الهزيمة في عقول السوريين، بعد انتصارهم على نصف مليون مرتزق وتكفيري مضاف إليهم الجيش الأمريكي والتركي والصهيوني، وهو انتصار محقق لا لبس فيه على أرض الواقع، تقوم الماكينة الدعائية الأمريكية بتجاوزه بمجموعة من المفاهيم وعلى رأسها كذبة “الحرب الأهلية”.

– يستقيل العقل عند استبدال المنطق العلمي الشمولي بالأفكار المشوشة غير المترابطة، يستقيل العقل عند تفكيك القضايا وفصلها عن سياقاتها في الماضي والحاضر والمستقبل، يستقيل العقل عند توصيف الأزمة السورية بالحرب الأهلية ..

توصيف “الحرب الأهلية” هو مقدمة، المطلوب منها لوي ذراع الحقيقة والواقع للوصول لنتيجة “الهزيمة”، وهي كذبة لنفض اليد الأمريكية عن الدم السوري، وتحويل الانتصار السوري العسكري البيّن، لهزيمة معنوية في عقول السوريين والعرب.

هذه المفاهيم هي حرب أمريكية لا تقل “خشونة” عن القاذفات الأمريكية من أعالي طبقات الهواء، أكثر استراتيجية وتأثيرها أعمق وأخطر من القنابل القذرة باليورانيوم المنضب، ولنشر هذه المفاهيم أدوات وكتّاب وفضائيات ومنصات وجماجم مؤجرة.