الرئيسية / آراء ومقالات / مقالات / “شبح البغدادي” في قبره يحاصر أردوغان في قصره بلعنة “دعم الدواعش”

“شبح البغدادي” في قبره يحاصر أردوغان في قصره بلعنة “دعم الدواعش”

 سيد عبد المجيد-الأهرام المصرية

وفقا للشواهد وطبقا لما ذهب إليه مراقبون، يبدو أن وصمة “دعم الدواعش ” ستظل موسومة بها تركيا، ومهما فعل حكامها فلن يتمكنوا من محوها، ورغم مقتله إلا أن شبح أبو بكر البغدادي ما زال يطارد صانع القرار القابع في قصره بالعاصمة أنقرة، إذ قال وزير دفاعه خلوصي أكار، إنه كان يجهل مكان اختباء زعيم تنظيم داعش الإرهابي، دون أن ينفي معرفة أشخاص نافذين بالحكومة التي يقودها الرئيس رجب طيب أردوغان بمكانه، عندما استطرد قائلا  لشبكة سي إن إن الدولية “على الأقل أنا لم أكن أعرف مكان اختبائه قبل العملية” التي قامت بها قوات دلتا فوريس الأمريكية.

أكارـ وربما عن غير قصد ـ عاد ليعمق الشكوك والتساؤلات المثارة أصلاً، وتزدحم بها مواقع التواصل الاجتماعي وأروقة المعارضة عما إذا كان هناك مسؤولين آخرين بالعدالة والتنمية الحاكم على علم بهذا الأمر وسط تخمينات بوجودهم في الدائرة الصغرى المحيطة برئيس البلاد!!

وكان القيادي في قوات سوريا الديمقراطية قسد ريدور خليل سبق وطالب تركيا بالإجابة عن سبب تواجد البغدادي في منطقة خاضعة لنفوذها وعلى بعد بضعة كيلومترات من الشريط الحدودي الفاصل بينها وبين الأراضي السورية، ولا داع للمراوغة فالحقيقة انكشفت على الملأ “، وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده بالحسكة بعد يوم من مقتل البغدادى، “هذه العملية أثبتت أن تركيا كانت توفر الغطاء السياسي ليس للبغدادي فحسب، بل لجميع الفصائل الإرهابية التي تعمل في الشمال السوري، ومن هنا يجب أن يتسائل المجتمع الدولي عن نوايا وأهداف أنقرة من الدعم الذي قدمته للإرهابيين”.

ومع قرارات القضاء المتتالية، والتي اطلقت سراح رموز أُتهمت زورًا بأنهم من أتباع حركة خدمة التي يتزعمها الداعية الديني فتح الله جولن، بدأ الستار يٌرفع كاشفا أسرار وخبايا الانقلاب المزعوم الشهير في منتصف يوليو العام 2016، الذي أكدت السلطات التركية أن جولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية هو من دبره بهدف الإطاحة بنظام أردوغان، في حين أن تسريبات عديدة أشارت إلى أن العكس هو الصحيح، إذ تبين أن مؤسسات رسمية تؤتمر من أردوغان مباشرة هي من دبرته بمساعدة بعض الدواعش .

وبحسب مصادر إعلامية فالذين يروجون لتلك المزاعم يستندون إلى جملة من الدلائل في مقدمتها ما سبق وأدلى به “أبو منصور المغربي” الملقب بـ”سفير داعش لدى تركيا” عندما اعترف بأنه اجتمع بعناصر من المخابرات التركية قبيل المحاولة الانقلابية، عزز ذلك أيضًا ما قاله مايكل روبين، المسئول رفيع المستوى السابق في البنتاجون، بأن قتل المدنيين في ليلة الانقلاب جرى على يد ميليشيات شركة “صدات” الأمنية المقربة من أردوغان، والتي وفرت الدعم اللوجستي للإرهابيين في سوريا على مدار السنوات التي تلت التظاهرات ضد بشار الأسد في فبراير 2011 ، ولأن هؤلاء كانوا في غاية الامتنان لقائد الأناضول الذي مد لهم يد المساعدة فقد حرصوا على رد الجميل وعندما وصلهم النداء سرعان ما لبوه، وبالفعل قاموا بكل ما هو مطلوب من أجل دحر الانقلابيين، وكان لهم ما أرادوا.

عن harka

شاهد أيضاً

معركة فيروس كورونا

الكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي: محمد أحمد البشير. يوم السابع من نيسان من عام ١٩٤٧ تأسس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();