الرئيسية / الأخبار / أخبار عربية / خطاب أمين عام حزب الله حول آخر التطورات في شأن تشكيل الحكومة.

خطاب أمين عام حزب الله حول آخر التطورات في شأن تشكيل الحكومة.

خصص سماحة السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني حديثه في خطابه الأخير حيال آخر التطورات في شأن تشكيل الحكومة الجديدة، حيث استهل خطابه بالحديث عن التصريحات الأمريكية الأخيرة وتعاطيها مع لبنان، لما لها من أهمية خطيرة حسب ما وصفها.

وقد تحدث سماحته عن أي احتجاج في العالم عن تدخل أمريكي متسارع إلى محاولة استغلال وتوظيف هذه الاحتجاجات بما يخدم مصالحهم لا بما يخدم مصالح المحتجين، وبما يحقق مشروعهم وليس ما يتطلع إليه المحتجون، ويقومون بركوب موجة الاحتجاجات بشكل وقح، مصورين للعالم أنهم من يدير هذه الاحتجاجات مع إعلان عن دعمهم وتأييدهم لأي احتجاج قائم، واستعدادهم لتقديم العون والمساعدة، بينما يكون الأمر البحث عن مصالحهم وشروطهم وتحقيقها، وهذا ما نراه في أمريكا الجنوبية وهونغ كونغ وروسيا وآسيا، حتى في الدول الصديقة في مفهوم الأمريكي، وهو سلوك أمريكي عام يستطيع الجميع أن يتخذه كمقاربات في فهم الأمريكي.

فيما يخص لبنان قال سماحته أن التدخل الأمريكي بدأ في شهادة فيلتمان واللبنانيين الذين استدعوا للشهادة أمام الكونغرس وما ترتب عليه لاحقاً من تصريحات الخارجية الأمريكية، وكل هذا قوبل بالسكوت وبوصفه بأنه ليس تدخلاً في الشأن الداخلي اللبناني، وصولاً لما قالته مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي كرافت وما صرح به وزير خارجية أمريكا، حيث أن الأمريكي افترض منذ البداية أنه محرك الاحتاجاجات الشعبية وأنها عبارة عن أداة من أدواتهم للضغط على إيران، ولديهم أدوات أخرى لوقف سلوك إيران الميلشياوي، علماً أن موضوع الاحتجاجات في لبنان تحديداً لم يطرح أي موضوع يخص إيران، بل كانت تصب الشعارات في ما يخص السياسيات الداخلية فقط.

افترض الأمريكيون منذ اليوم الأول أن هذه الاحتجاجات هي ثورة شعب لبنان على حزب الله، وعلى وجود سلاحه، مع العلم أن الاحتجاجات طالبت حزب الله بالانضمام بشكل رسمي لهم، وهو ما ساهمت الصحف الخليجية في وصول هذا التصور لدى الأمريكي، وهو يقع تحت تفسير إما أنهم يخدعون أنفسهم أو يخدعون العالم، أو أن ما يقدم لهم من بيانات ومعلومات عبر عملائهم وأصدقائهم هو خاطئ، ما يبرر كثير من فشل الأمريكي لعدم قراءة الواقع بشكل أدق وعلى بيانات أكثر حقيقة، ناهيك عن تبرع الأمريكي على إخراج حزب الله من النظام والأرض اللبنانية، وقد يفهم إخراج الحزب من النظام مع جهل الأمريكي في التكوين السياسي في لبنان داخلياً، ولكن كيف للأمريكي أن يخرج من بلادهم؟ وهذا وهم أمريكي بخصوص حزب الله ومكونات حزب الله، وهو ما يدل على التفاهة والسخافة الأمريكية في مقاربة الموضوع اللبناني، وكل هذا يُقرأ في سياق حل الأمريكي لمشكلاته، وليس لحل مشاكل اللبنانيين.

أما فيما يخص الصهاينة فتأتي تصريحاتهم في سياق اقتناص الفرصة لعزل أو الضغط أو تجريد حزب الله من سلاحه، أو على أقل تقدير لأخذ امتياز من لبنان  في المناطق المتنازع عليها لتوقيع اتفاقية حول النفط والغاز، وهو نفس السلوك الأمريكي في محاولة حل مشاكل الصهاينة عبر لبنان، وليس تكريساً لمصالح أحد سواهم.

وقد علق السيد حسن على هذه التعليقات بأن خطورة حزب الله ليست على لبنان بل على الجهة المقابلة، التي تصنفه كجهة إرهابية، وخطر حقيقي على مصالحهم ومشاريعهم في لبنان بشكل خاص، وقد ظهرت هذه الخطورة على الصهيوني والأمريكي في عدم قدرتهم لتنفيذ مشاريعهم في المياه اللبنانية للاستكشاف لصالح الصهيوني، تعطيل مشروع الشرق الأوسط، حضور حزب الله في العديد من الميادين، كل هذا بالنسبة لهم خطر ونحن نقر بهذا الدور حرصاً على مصالح الشعب اللبناني وأمنه وشرفه وكرامته وعرضه وشرفه، وخلاصة الخطاب الأمريكي والصهيوني هو ابتزاز لبنان لإنهاء المقاومة في لبنان، عبر زرع خطاب فتنوي لا صالح للبنان فيه ولن يكون.

وسأل السيد عن الثقة في الإدارة الأمريكية، وضرب مثال الحلفاء الذين دفعوا أثمان باهظة نتيجة تحالفاتهم مع الأمريكي، وفي الواقع أمثلة من تراجع عن دوره الحقيقي لأقل مما هو مفترض بها، وأزماتها التي لا تنتهي ماثلة للعيان، ماهو المطلوب منا أن نتخلى عن استقلالنا ونذهب للوصاية الأمريكية والتبعية الكاملة له، وقد دعا السيد للوعي بهذا الخطاب ودفع خطابه لعدم الانجرار للفتنة أو الفوضى، واصفاً أن سبب المشكلة التشتت والعصبيات وليس التنوع، وأن الحل يأتي بالترفع على ذلك لأنه الاتجاه الوحيد لحل الأزمة في لبنان.

أما فيما يخص الموضوع الحكومي فقد أكد السيد حسن على صوابية موقف الحزب السابق حول استقالة الحكومة، لما ترتب على هذه الاستقالة من نتائج حذر الحزب منها سابقاً، وما طرح من خيارات لتشكيل حكومة جديدة مثل تشكيل حكومة من لون واحد وهو ما طرح من بعض الأطراف من قبل الفرقاء السياسيين، وهو ما تم معارضته ليس على أرضية الميثاقية ولا الدستورية، بل عورض ضمن مفهوم الحزب للمصالح الوطنية، وهو ما كرس سابقاً وما هو مطلوب من الحزب حالياً، فوجود حكومة لون واحد سيكون الناتج حكومة إنقاذ وطني ستقع في إطار القرارات غير الشعبية بالضرورة، بالتالي إلى تأزيم الوضع من خلال فتح باب المزايدات الإعلامية والسياسية والشعبية، وهو ما ينطبق على وجود حكومة لون واحد آخر بما يكرس المخاطر الخارجية ويزيدها على لبنان داخل هذا الطرح، بينما المطلوب هو إنقاذ البلد بتحميل الجميع مسؤولية البلد بمشاركة الجميع وحضور الجميع وتقديم الجميع للتنازلات لمصلحة لبنان.

وعن الخيارات الأخرى بإيجاد إئتلاف حكومي واسع يضم أكبر تمثيل ممكن في لبنان لإيجاد حكومة شراكة وطنية حقيقية لا تتعارض مع أي تفاهمات ترضي اللبنانيين، ومن ضمن هذا التمثيل كانت معضلة الحراك الذي لا يوجد له ممثل مفهوم، ويضاف إلى مشاكل هذا الخيار هو تسمية رئيس الحكومة، وهو ما يمر بأزمة عبر الشروط التي أعلنها سعد الحريري، وليست عبر أطراف أخرى، وما يهم الحزب وجود حكومة إنقاذ وإصلاح قادرة على تنفيذ مهامها، ولذا يصر الحزب على وجود التيار الوطني الحر وعدم إقصاء أي طرف في الطرفين، مع التأمل بتسمية قريبة لرئيس الحكومة لندخل في ملف التكليف والتفاوض السريع فيه، كي ننجز هذا الملف.

في الشان الأمني تناول السيد الوضع الداخلي بسبب قطع الطرقات، وشدد على ضرورة تحمل المسؤولية الشعبية والوعي اللازم تجاه قطع الطرقات كي لا تسود الفوضى، لأن هناك من يريدها من خلال إشاعة مظاهر مستفزة لإيجاد الفوضى والاصطدام بين اللبنانيين، ودعا إلى عدم الاصطدام وضبط النفس تجاه الإساءات التي توجه لقيادة الحزب، وعدم إعطاء المبرر بإيجاد مادة لإدانة أنصار حزب الله أو حركة أمل أو التيار الوطني الحر.

 

 

 

 

 

 

 

 

عن harka

شاهد أيضاً

بيان صادر عن حزب الحركة القومية

تعليق واحد

  1. كل الاحترام لكل مقاوم للامبريالية الصهيوامريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();