الرئيسية / آراء ومقالات / انتصارات الجيش العربي السوري وحلف المقاومة، تصفع ترامب بقوة أكبر بعد عين الأسد.

انتصارات الجيش العربي السوري وحلف المقاومة، تصفع ترامب بقوة أكبر بعد عين الأسد.

لم يكن لعودة معرة النعمان مع إعلان مهزلة سرقة القرن المسماة صفقة القرن المقدمة من متلقي صفعة عين الأسد ترامب معنى عادياً يمكن أن يتم المرور عنه دون تحليل أهميته، فالمعرة التي عادت إلى حضن الوطن فتحت الطريق إلى سراقب ثم كلمة السر إدلب، ففي وطأة الصراع الذي تتداخل فيه ملفات الجغرافيا والتاريخ بشقيه محور المقاومة ومحور التبعية والنهب، نقف على عتبات عملية إنهاء المشروع الأمريكي بمواجهة كسر العظم في ربع الساعة الأخير.

فصفقة القرن كمبادرة أمريكية أحادية الجانب تقوم على محاولة يائسة ذات طبيعة استراتيجية من جهة وتكتيكية من جهة أخرى، ففي جانب الاستراتيجيا هناك تمكين لأسرلة عناوين الصراع العربي الصهيوني بما فيها القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن منذ بدء الصراع، مع فتح باب إعدام نظريات الوساطة مثل ” الوسيط النزيه” التي أسس لها محمد أنور السادات صاحب مشروع كامب ديفيد، وتأسيس البنية التحتية اللازمة لتنفيذ هذه المبادرة المسماة صفقة القرن، فالتطبيع والشراكات الاقتصادية وما سمي بالربيع العربي، كلها بما يتخللها من مشاريع بنية تحتية كمشروع نيوم ومشروع العاصمة الجديدة في الأردن، ومشروع قناة البحرين، ومشروعات أخرى طرحت وتطرح يومياً، إضافة إلى الخطاب الذي يستحضر أعداءً من لا شيء كلها تشكل بنية تنفيذ صفقة القرن بلا أي عوائق.

إلا أن الصهيوني في داخله يمر في أحد أعمق أزماته التاريخية عبر ملف اتهام نتنياهو، وما استحضار بني غاتس إلى حفل ترامب الانتخابي المبكر إلا محاولة لاستمالة اللوبي الصهيوني في أمريكا خلال حملته الانتخابية المقبلة، إضافة إلى دعم اليمين الصهيوني في وضعه الانتخابي المقبل، بعيد تلقي الإدارة الأمريكية لأكبر الصفعات في تاريخها “صفعة عين الأسد” إضافة إلى التحرك الإيراني المكشوف عبر طالبان في أفغانستان حيث أسقطت الطائرة الأمريكية في ولاية غازني الأفغانية التي سكت الأمريكي طويلاً عن نتائجها، كما لا يزال يسكت عن نتائج صفعة عين الأسد، يضاف إلى ذلك أزمة حلفاء الأمريكي في اليمن، فبدءاً من عملية آرامكو مروراً بالبنيان المرصوص و وصولاً إلى نصر من الله في نهم بخسائرها الضخمة تتراكم خسائر الأمريكي وحلفائه في المنطقة.

على جانب آخر؛ فالصمود الأسطوري الذي حققه الجيش العربي السوري والقيادة السورية في إدارة أرض المعركة في سوريا، إضافة إلى بقية ملفات الصراع الذي أنشئ عبر ما يسمى الربيع العربي تصل إلى خواتيمها في سورية، فالجيش العربي السوري يحقق تقدماً سريعاً على مختلف محاور القتال في شمال سوريا، وإعادة فتح الطريق الدولي بين حماة وحلب، ودك مواقع الإرهاب الوهابي في سوريا، وتكثيف العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في شمال حلب، واستهداف خطوط الإمداد للإرهابيين عبر  الأتراك الذين  لا يسعهم سوى الاحتجاج الصوتي والخسارة المتتالية أمام استعادة الأرض السورية، وإنهاء المشروع التركـ-أمريكي في شمال سوريا، الذي نظر له كتاب الرأي المدفوعين من واشنطن باتجاه أن الأمريكي لن يتخلى عن حليفه التركي في المعركة الأخيرة في إدلب، حيث كان تناول هؤلاء للمعركة المرتقبة سابقاً يأتي في إطار تأكيد انتصار الأمريكي وتقزيم الدور الإيراني في المنطقة وإزاحة الوجود الروسي من وجه الأمريكي.

على أرض الواقع ما يحصل هو استكمال للهزيمة الأمريكية في المشروع القادم، الذي يسقط من حساباته مفهوم الشرق الأوسط ومشتقاته، ليصبح مشروع غرب آسيا حيث يفرض التاريخ والجغرافيا مرة أخرى معادلتهم النهائية في وجه النهب الغربي للمنطقة، وسقوط أحادية القطب في العالم، فصفقة القرن مقابل هذه الخسارات ليست أكثر من محاولة أخيرة لإعادة الحياة إلى جثة المشروع الصهيوني الذي فشل في تحقيق أهداف المشروع الأمريكي “الشرق الأوسط الكبير” أو “الجديد” في مواجهة التحالف العسكري الاقتصادي للجنوب والشرق في مواجهة الشمال.

 

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();