المستهدف من صفقة القرن ليس الأرض فقط، بل تصفية مظاهر الرفض العربي ل”إسرائيل”

السيد شبل/ مصر

صدقونا صفقة القرن التي يهندسها دونالد ترمب لا تستهدف كثيرا سلب أراضي عربية فلسطينية جديدة (الأراضي مسلوبة بحكم الأمر الواقع)، وإنما تستهدف سلب خيار المقاومة نفسه (أو ما تبقى من هذا الخيار في قطاع غزة)، وتريد أن تحاصر أي نزعة رفض عربي للكيان الصهيوني عبر شرعنة نهائية/رسمية لوجوده.

وعندما تشطب المقاومة وتخنق مشاعر الرفض تصير قضية فلسطين في خبر كان، ويمكنك وقتها أن تهيل التراب ببساطة على ملف الصراع العربي الصهيوني كله!. أنت لا تعتبر قطر دولة محتلة من الجيش الأمريكي رغم قواعده العسكرية التي تتحكم في تلك الإمارة بالكامل، والسبب أن المقاومة غائبة والرفض غير موجود أو لا يجد نافذة ليعبر عن نفسه، لكنك اعتبرت العراق محتلا، لأن ثمة مقاومة تعبر عن نفسها بطلقات الرصاص وثمة رفض يكشف عن نفسه في مظاهرة أو هتاف أو حذاء يطير إلى وجه جورج بوش.

صفقة القرن التي تبشّر بالتخلي كليا عن حق العودة، ودويلة فلسطينية مسخ (بلا جيش ولا سيادة على المجال الجوي ولا قدرة على عقد تحالفات خارجية وبسلطات محدودة..) في: ١) المناطق ألف وباء من الضفة الغربية (يعني ٣٩% من الضفة التي هي كلها ٢١% من مساحة فلسطين التاريخية البالغة نحو ٢٧ ألف كم٢!!) + ٢) غزة (١.٣٣% من مساحة فلسطين التاريخية!!) + ٣) مناطق غير مأهولة في صحراء النقب.. و.. شرعنة نهائية للمستوطنات الصهيونية في الضفة، ونسيان القدس، ومبالغ مالية للفلسطينيين، ومناطق اقتصادية، وممر/نفق يربط الضفة بغزة. على كل العار الذي تبشر به تلك الصفقة الملعونة، والذي هو نتيجة منطقية للطريق الذي تم السير فيه منذ برنامج النقاط العشر في ١٩٧٤ ثم أوسلو في ١٩٩٣.. فإن العار الأكبر يكمن في اشتراط الصفقة《نزع سلاح المقاومة》.. وهذا مفتاح فيضان التطبيع.