الرئيسية / آراء ومقالات / الحفر للمقاومة العراقية “قراءة سريعة”.

الحفر للمقاومة العراقية “قراءة سريعة”.

كارلوس شهاب/العراق

لقد نجح الأمريكي عبر الحراك من إسقاط كابينة عبد المهدي، ليس لشخص عبد المهدي، وليس لأن هذا الأخير الرجل المقاوم للإمبريالية بل لأن كابينته أرتكبت «أخطاء» -بتعبير عضو تحالف سائرون علي مهدي- تعتبر من المحاذير الأمريكية أبرزها الإلتفاف نحو الصين وخلفها فتح معبر القائم مع الجمهورية العربية السورية وإتاحة الضوء الأخضر لإنشاء منظومة الدفاع الجوي التابعة للحشد الشعبي بعد سلسلة الإستهدافات الصهيونية. حُسمت هذه الخطوة لصالح الأمريكي من خلال الحراك المطلبي لكن الأمر لن يقف عند هذا الحد، فالأمريكي لا زال في الشارع.
المرحلة القادمة سيتوجه بها الأمريكي مباشرةً صوب القوى المنظمة تنظيماً صارماً والتي ساهمت بهزيمة المشروع الأمريكي عام 2014 على ضفتي الفرات عبر الشخصية التي سيفرزها الحراك، تتلاطم أسماء المشرحين لكن الأقرب والمسكوت عنه لحد الآن هو رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، وهو شخص أمريكي بحت جاء إلى السليمانية عام 2002 وأتصل بصحفيين وكتاب عراقيين من أجل تشكيل «جيش تحرير العراق» والذي عمل بتوجيهات أمريكية للترويج للإحتلال بالتعاون مع العميل كنعان مكية. في فترة رئاسة حيدر العبادي تم تعيين مصطفى الكاظمي كوكيل أقدم في جهاز المخابرات ثم ترقى بعدها ليصبح رئيس جهاز المخابرات.
أول ما ستطالب به هذه الكابينة في حال وصولها هو مطلب حصر السلاح بيد الدولة، لكن ليس أي سلاح، ليس سلاح عصابات آل البرزاني والطالباني في الشمال ولا سلاح العصابات في الجنوب، بل سلاح فصائل المقاومة المنظم -وليس الحشد الشعبي والذي سبق وإن تم إيضاح الفرق بينهما- الموجه صوب الأمريكي والذي ظهر موجعاً في اخر فترة من خلال تصريحات قيادة المنطقة الوسطى المسؤولة عن قوات الإحتلال الأمريكي في العراق. سترفع هذه الكابينة قميص ضحايا الحراك بذريعة إنهم سقطوا بهذا السلاح تحديداً.
المرحلة القادمة سيركز الأمريكي وحاضنته الشعبية صوب هدفه الأساس وسيقدم تضحيات حتى بتغيير عمليته السياسية في العراق من أجل حصار الآخرين، الأمل يبقى بجواب الرافضين للأمريكي ومشاريعه في العراق.

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();