الرئيسية / آراء ومقالات / هوية في مهب الثورات!| خربشات طوني حداد

هوية في مهب الثورات!| خربشات طوني حداد

في بدايات ماسمي “بالثورة السورية” وفي أيامها الأولى وصّفت نفسها ب”الاحتجاجات الشعبية المطلبيّة” ثم ب”الانتفاضة الشعبية” وبسرعة قياسية لم تعد تقبل أن تُسمّى إلا ب”الثورة”.
في “الحراك اللبناني” حدث الشيء ذاته , المنتفضون اللبنانيون صاروا يرفضون تسمية انتفاضتهم ب”الحراك” ويصرّون على أنها “ثورة” وهم “ثوّار” لامشكلة فليسمّوها ماشاؤوا وماشاء حماسهم الثوري, لكن دعونا ننعش ذاكرة “ثوارنا” قليلاً ونعود سنوات قليلة إلى الوراء ونتذكّر ماحدث في الشقيقة سوريا .

أحد منتحلي صفة رجال الدين “المتمشيخين” النصّاب السوري المدعو “عدنان العرعور” وبدعم مالي وإعلامي سخي من عصابة بني سعود ,استطاع ان يتحوّل -وهو الشاذ اخلاقياً- إلى قائد لما سمي ب”ثورة الشعب السوري” وأصبح هو المرشد والموجّه والآمر لهذه الفورة .
وبدأت تتابع وصفات “العرعور” السحريّة وأوامره “المتلفزة” لهؤلاء الرعاع مغسولي العقول لكيفية “اسقاط النظام” بأجلٍ لايزيد عن الأربعين يوماً بحسب خطط هذا المتمشيخ الشاذ .
“كبّروا ثلاث مرات وأضربوا الدبابة بالسيف تنقسم نصفين” هذه إحدى وصفاته المضحكة والتي وجدت من المعتوهين من يصدقها وماأكثرهم .
ووصفة “التكبير” بهدف إسقاط النظام ,حيث طلب من مؤيديه أن يقوموا بالتكبير عند منتصف كل ليلة ,وأن المداومة على هذا التكبير مدة أربعين ليلة كافٍ لإسقاط النظام, وقد التزم “المعارضون” بهذه الوصفة وقاموا بتنفيذها واستمروا بها رغم مرور أربعين ليلة ولم يسقط النظام, حتى أصبح التكبير سمة من سمات مايسمى ب المعارضة السورية بغض النظرعن طبيعتها التي تدّعيها “ليبرالية أو دينية أوعلمانية…الخ”
وبعد وصفة “التكبير” -الذي يبتغي وجه الأبالسة لاوجه ربّ العالمين -ابتكر”العرعور” وصفة “الدق على الطناجر” حيث طلب من أنصاره الخروج إلى شرفات منازلهم أو إلى الشوارع وقرع الطناجر لإحداث أكبر قدر ممكن من الضجيج واعداً إياهم أن القرقعة الصادرة عنها لها دور كبير في إسقاط النظام .
بالمناسبة قرع الطناجر استعاره “حراكيو الغفلة” اللبنانيون من “عراعير” الفورة السورية ومارسوه .
ثم أمر “العرعور” أغبياءه من المتظاهرين ب حرق الهوية الشخصية أو كسرها على الملأ وأمام شاشات التلفزة أو أقله “كاميرات الموبايلات” ونشر المقاطع المصورة كنوع من الاحتجاج على “الانتماء إلى المؤسسة الداخلية المدنية التي يديرها النظام” بحسب قولهم.
وبالمناسبة بعد أن قام الألوف من المضللين السورين بحرق أو كسر هوياتهم ولم يسقط النظام -بحسب وصفة العرعور – “باسوا الصرامي” لاستخراج هويات جديدة وليتجنبوا المساءلة والاعتقال .

اليوم يتحفنا شبان من مدينة “طرابلس” التي سُميت “عروس الثورة اللبنانية” يقومون بحرق هوياتهم اللبنانية وينشرون “فيديو” لعملهم “الثوري ” هذا ..-الفيديو في التعليق الأول-
أخيراً :
إنّ حراكاً أو انتفاضة أو ثورة شعبية لبنانية -سمّها ماشئتْ- تضيع بوصلتها الوطنية الجامعة والمحترمة وتستلهم -بشكل مباشر أو غير مباشر- “عبقرية” دجّال “الثورة” السورية النصّاب المدعو “عدنان العرعور” وأمثاله واستنساخاته من “العراعير” بكل “جنسياتهم” وتوصيفاتهم السياسية والأيديولوجية الملتبسة -من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين- ثورة ليس فقط لن تصل إلى أي مكان أو تحقق أي هدف من أهدافها بل سرعان ماستسقط في مستنقع الخيانة والعمالة والتهافت وتبيع جسدها “بالمعنى المجازي” رخيصاً لكلّ “عابر سرير”.

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();