الرئيسية / آراء ومقالات / ليبيا مؤامرة الهدم.. في ذكرى استلال السكين.

ليبيا مؤامرة الهدم.. في ذكرى استلال السكين.

في عام 2003 نشر مركز دراسات RAND دراسة بعنوان ” إسلام الديمقراطية المدنية: الشركاء، الموارد، والاستراتيجيات” وتأتي أهميته القصوى في أنه أشبه بتقرير استراتيجي يقدم توصيات عملية لصانع القرار الأميركي، بغرض الإسهام في بلورة تيار الإسلام المدني الديمقراطي بشكل مباشر وغير مباشر معاً، وذلك من خلال نقد التيارات الإسلامية الأصولية والتقليدية، ودعم وتشجيع التيارات الإسلامية العلمانية والحداثية.

ثم دعمت هذه الفكرة بدراسة أخرى صدرت عام 2007، ركزت على رسم خريطة معرفية وسياسية وحركية للقوى الرئيسة في العالم الإسلامي، بغرض تحديد أي القوى الإسلامية التي يمكن للولايات المتحدة الأمريكية عقد تحالف معها، ولتنفيذ هذا الغرض تم إنشاء العديد من المؤسسات التي هدفت إلى بناء شرق أوسط إسلامي جديد متحالف مع الغرب.

هنا برز الدور التركي في المنطقة كبرنامج عملي قادر على تصدير تجربته إلى البلاد العربية، وبدأت قطر ممثلة بالقناة الأولى عربياً الجزيرة بتضخيم الدور التركي، وتلميع صورة حزب العدالة والتنمية كقائد للعالم الإسلامي، يجب هنا أن نشير إلى أن قطر كنظام ليس ممثلاً للإخوان المسلمين كحركة، بل كقاعدة أمريكية لإدارة العمليات السياسية والفكرية والإعلامية بدرجة الأولوية، حيث نجد أن مؤسسة هي الأهم في المؤسسات الأمريكية على مستوى البحوث الاستراتيجية وتخطيط الاستراتيجية الخارجية الأمريكية كـ RAND لها فرع مهم في الدوحة، ومنه نستطيع فهم الدور القطري كقاعدة عسكرية أولاً، وقاعدة إدارة وعي عام ثانياً.

ما كرسته قطر عبر قناة الجزيرة تحديداً هو ممارسة التضليل الإعلامي بمفهومه الواسع، خاصة فيما يخص الشأن الليبي، فخروج تقرير يفضي إلى أن وسائل الإعلام العالمية قد تم تضليلها فيما يخص ليبيا، هو تقرير يشبه النكتة السمجة، فالأصل أن يعاد صياغة هكذا تقرير هزيل ليُقال لقد مارست الصحافة الغربية والجزيرة القطرية كل ما يمكن لتشكيل صورة ضبابية قاتمة عن ليبيا، وعما سمي بالثورة الليبية.

فالبث المباشر في ليبيا حسب ما كان يظن المشاهد، كان بثاً لا علاقة له بما يحصل، ومن ضمنه خطابات الشهيد العقيد معمر القذافي، حيث كانت تتم عمليات المونتاج في استديوهات الجزيرة ويتم إرسالها إلى نقاط محددة ليعاد نشرها كبث مباشر عبر هاتف محمول، وحجم تضخيم الأحداث فاق كل التوقعات ليس فيما يتعلق فقط بأعداد القتلى حسب ما بثته الجزيرة وسواها، بل وحجم التركيز على استقدام الشهيد معمر القذافي لمرتزقين أفارقة لقتل الليبيين، حيث سُمح للـ “ثوار” الخونة بخلط الأوراق في قضية المرتزقة باعتقال وقتل عدد كبير من الأفارقة المهاجرين عبر ليبيا بشكل غير شرعي إلى أوروبا، وتقديمهم إعلامياً على أنها مرتزقة القذافي.

ورغم دعوة الشهيد القذافي لحوالي مئة وخمسين صحافياً من مؤسسات غربية وبعض المؤسسات العربية لطرابلس في الخامس والعشرين من شباط ٢٠١١، لمعاينة الوضع في ليبيا، وانسحاب الجيش الليبي في خطوة هدف منها العقيد القذافي إلى حقن دماء الليبين من كل من بنغازي ومصراته والزاوية، وتأكيد الصحفيين على عدم صحة الأنباء الواردة من ليبيا، إلا أن القوة الصحفية التي مارستها قناة كالجزيرة وتبني الإعلام الأمريكي لهذا الخطاب بالكامل، لم يحل دون وصولنا إلى نقطة تدخل الناتو وإسقاط النظام الليبي، وتحويل الجماهيرية الليبية إلى ساحة تستورد كل أنواع الإرهاب، كي تعمل الشركات العابرة للحدود بحرية أكبر، لدرجة أن قادة المسلحين في ليبيا سمحوا للبحرية الصهيونية بدخول ميناء طبرق مع بداية ما سمي بالثورة الليبية.

وعن الدور المانع الذي كان يمارسه الشهيد معمر القذافي، ندعوكم لقراءة تقرير الخارجية الصهيونية والمترجم عبر موقعنا ومدعم بمقال صحفي لهنري شولر.

الرسالة واضحة؛ عاد محور إفريقيا وإسرائيل إلى العمل| سبب المؤامرة على ليبيا.

 

عن harka

شاهد أيضاً

بيان صادر عن حزب الحركة القومية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();