الرئيسية / آراء ومقالات / عملاء لا أكثر

عملاء لا أكثر

عندما يطارد جيش الاحتلال مجموعة من المقاومين في الضفة الغربية طيلة الأيام الماضية وعلى مرأى قيادات التنسيق الأمني وقيادة أجهزة السلطة دون تحريك أي ساكن، فعلينا أن نقف ونعيد الحسابات بكل ما أقدمت عليه “القيادة” منذ بدء عملية الاستسلام وبيعها للأوهام؛ وهم الدولة، ووهم المشروع الوطني الفلسطيني، ووهم الحل السلمي، ووهم المؤسسات.
هذه الأوهام يروجها أصحاب طبقة الـ VIP للدفاع عن مشروعهم وامتيازاتهم وحماية أبنائهم ومراكمة أموالهم، ومن يريد أن يغطي الشمس بغربال فليفعل ذلك بنفسه ويعصب عينيه. يجب أن نعيد الحساب بمن باع التنظيم المسلح ومحا كل أشكال المقاومة ولاحقها وشارك في قتل الشعب الفلسطيني اقتصاديًا في الضفة، وزجّه في دوائر اقتصاد السوق عبر القروض والعقارات الوهمية.

عندما يصبح الدم الفلسطيني سوقًا للضمانات وتطمينات من جانب طبقة الـ VIP، علينا أن نعيد الحساب في طبيعة وجود السلطة الفلسطينية، فماذا يعني صمتها طيلة ثلاث أيام على مجازر تُرتكَب بحق أبناء القطاع؟ ومجزرة تُرتكَب بحق جنين؟ ومجزرة تُرتكَب بحق نابلس؟ اليوم علينا أن نقف ونتهم ونشير إلى كل المتورطين، من فخامة الرئيس ومن حوله، إلى كل المنسّقين وأصحاب الرتب العسكرية وأصحاب الامتيازات.

الذين صفَّوا التنظيم (كتائب شهداء الأقصى) وإعادة إنتاج الأجهزة الأمنية المرتبطة بقوات الاحتلال وتنسق معها وتتدرب العسكري في فلكها وتنظّم حركتها دفاعًا عن حركة المستوطنين أو حماية الطرق الالتفافية أو مطاردة الشباب المقاوم. هذا هو جوهر عمل السلطة، وهذا هو دورها الوظيفي الذي تستمد منه وجودها وتضمن استمرار بقائها.
فماذا يعني وبأي مقياس يمكن فهم وجود أغلب الشباب المقاومين على قوائم المطلوبين لأجهزة الأمن الفلسطينية؟ هل هذا جزء من المشروع الوطني الفلسطيني؟ هل تراكم رأس المال الفلسطيني في يد طبقة جاءت بعد اتفاق أوسلو تسكن بيوت رام الله الزجاجة يساعد على إخفاء المقاومين وحماية المقاومة؟ لوهلة واحدة فقط انظروا جيدًا في وجوة القيادة، ولن تجدوا سوى الوهم.

عن harka

شاهد أيضاً

بيان صادر عن حزب الحركة القومية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();