الرئيسية / آراء ومقالات / تحليل نفساني لمقترفي خطيئة التطبيع

تحليل نفساني لمقترفي خطيئة التطبيع

ياسر شعبان/ مصر

المتابع لمواقف المطبعين والداعيين لإثم التطبيع والمنتميين في الأغلب للشرائح العليا من المجتمع خاصة في الوسط الثقافي والفني ذلك طبعا بخلاف الكائنات المازوخية المتصهينة بلا أجر والمنتشرة بين شرائح الطبقة الوسطى الدنيا والمتوسطة.. كل هذه العينات المرضية التي تشكل تيار لم يعد يُستهان به ” ووصفهم بالمرضية ليس من قبيل السخرية ولكن هو تقرير حقيقي لواقعهم كما سنرى”. تلك العينات بمقارنة مواقفها وتصريحاتها نكتشف أنها مصابة بمتلازمة ستوكهولم و هي ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مَن أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يُظهر بعض علامات الولاء له والدفاع عنه وبعض مشاعر التعاطف والشفقة.. ويُفسر ذلك بأن التضامن مع المعتدي هو إحدى الطرق للدفاع عن الذات. فالضحية حين تؤمن بنفس أفكار وقيم المعتدِي فإن هذه الأفكار والتصرفات لن تعتبرها الضحية تهديدًا أو تخويفا. ونجد أن تلك الجزئية الأخيرة يشترك فيها المطبعين مع المدافعين عن الفترة الملكية ليس فيما يخص ليبراليتها المبتسرة ولا ثوريتها المجهضدة ولا مكاسبها الوطنية والاجتماعية والاقتصادية الهزيلة.. ولكن فيما يخص الدفاع عن ذلك البناء الهرمي القاهر الذي قبع على قمته المندوب السامي البريطاني والقصر وكانت طبقة من مئات الباشوات والبكوات بمثابة أذرع غليظه لتلك التشكيلة الاجتماعية في حين مكث ملايين الفلاحين في القاع واقعين تحت صنوف العذاب والقهر والاستغلال.. فقط لأن الطبقة الارستقراطية.. طبقة النصف في المئة كانت ترتدي من باريس وترفل في مستوى عالي من المعيشة منفقة الثروات على تزيين حياتها بالكماليات الباهظة في حين بقى الملايين يعانون الجوع والمرض والجهل .. نجد المطبع يحول الكيان الصهيوني إلى حصن الحضارة في محيط من الهمجية.. إن تلك الحالة هي حالة اختطاف نفسي فقد تم اختطاف المطبع عبر الوعي الزائف ليكون رهينة لكيانات عدوة.. سواء للكيان الصهيوني أو للغرب الاستعماري.. فيستبطن رؤيته ومنطقه وينسلخ عن قوميته ووطنه وشعبه و يستبطن عداء عميق لهم.. ويتبنى خطاب العدو.. ويسقط في حالة من احتقار الذات الوطنية متمحورا حول ذاته المختَطَفة الأسيرة كميكانيزم دفاع بعد أن يجعلها تنتمي لاشعوريا لثقافة العدو.. ناطقة بخطابه السائد ومفكرة بمنطقه.. فقط لكي يجعل تلك الذات الأسيرة قادرة على الحياة في حالة السقوط والاحتقار العميق تلك… نجد تلك الذات الأسيرة ممتلأه بمشاعر البغض تجاه من يحاول تخليصها أو تحريرها أو فك ارتباطها. يتمثل ذلك في كرهها المقيت لكل أشكال وحركات وتيارات وقامات المقاومة للصهيونية والاستعمار وما تُظهره هذه العينات المرضية من شماتة ومشاعر بغض للفلسطينيين وكل من يدخل في مواجهة مع الكيان ، يقابل ذلك مشاعر الحب والتعاطف تجاه معسكر العدو فنجدهم يرفعون علم فرنسا دعما عندما تم اغتيال بعض محرري شارل ابدو لكنهم يضنون بأي دعم تجاه ضحايا الهجمات الصهيونية والاستعماية من شعوب المنطقة العربية.. بل هم يرون ان تلك الشعوب لا تستحق الحياة بل هي كتل حيوية معطلة لمسيرة الحضارة الغربية المتقدمة… إن شخصية المطبع هي ذات سقطت واستمرأت الأسر وغير راغبة في الخلاص.. وتجد الحل القومي ليس في المقاومة وفك الارتباط وبناء كيان قومي مستقل منافس ولكن في تعميق الالحاق بالمستعمر وتذيل قاعدته الصهيونية والذوبان التام في خطابه الحضاري وخطابه الاستعلائي العنصري…

إن المطبعين هم حالات مرضية.. مجرد أعراض لحالة السقوط والتردي الحضاري التي نعيش فيها..وسوف تختفي تلك الحالات والعينات مع أول صعود حضاري جديد

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();