الرئيسية / آراء ومقالات / (السايتغراها)في الخطاب السياسي الفلسطيني( اللاعنف )

(السايتغراها)في الخطاب السياسي الفلسطيني( اللاعنف )

يونس الرجوب- قيادي في حركة فتح

إذا ما اعتبرنا أن لكل نهج قمة أو ذروة من الصعود أو الانحدار فإن خطاب السيد الرئيس يوم أمس ومن أعلى منبر دولي في العالم وفي أشد لحظات الإصغاء والانتباه لزعيم فلسطيني في التاريخ يعبر من الناحية الموضوعية عن ذروة (السايتغراها الفلسطينية) التي ربما تصلح لطمأنة العالم على مستقبل المستوطنين في فلسطين عشية اجتراح الانتصار الساحق والمزلزل على المشروع الصهيوني الاستعماري الذي قام منذ نشأته الأول وما زال على ذروة الفكر الإجرامي التفوقي المدعوم بأكبر آلة عسكرية نووية عدوانية على فلسطين ومؤيده ومدعومة من أثقل رحى إمبريالية في العالم هي الرحى الأمريكية الاستعمارية التي ما فتأت تعمل على طحن وتفكيك كل القوى المركزية دولا وشعوباً وحركات سياسية واجتماعية مانعة لسيطرتها ونفوذها على المنطقة والعالم.و عبر سياسة ( الفكاك العسكرية المتحركة )على الاتجاهات الأربعة من كل قارات العالم . التي تطحن الأخضر واليابس بلا رحمة أو تهاون في حق الأمم والشعوب بالحرية وتقرير المصير أو حق الأدميين في هذا العالم بحياة إنسانية أفضل.
وبالعودة إلى تاريخ ومفاعيل هذا الخطاب في الفكر والحياة السياسية والاجتماعية على الأرض الفلسطينية ومنذ بزوغ رسالة رسول السلام الفلسطيني سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام وحتى تاريخه نجد أن هذه (السايتغراها الفلسطينية) قد اخذت نبي الله المبشر بهذه السياسة والمبعوث من رب العالمين إلى صليب الجثمانية عبر عذاب درب الآلام الذي نعيد احياءة كل عام في شوارع القدس العتيقة وبالتالي حري بنا أن نتسال من جديد هل نحن سائرون خلف السيد الرئيس إلى صليب الجثمانية من جديد؟ ؟ ولكن هذه المرة في تراجيديا جماعية لا تبقي ولا تذر من فلسطين وشعبها وجماهير امتيها العربية والإسلامية والشعوب والحكومات الصديقة والداعمها لقضيتها العادلة والمؤيدة بعدالة السماء والأرض؟؟
وهل أحد في التاريخ تقحم أتون الهيجاء بلا سلاح كتبت له الحياة خارج مستنقع الذلة والمهزلة؟؟
لقد ذكرني خطاب السيد الرئيس يوم أمس بخطابنا نحن مجموعة تنفيذ حكم الإعدام بعميلين للاحتلال عام 1977 انا والاخوين المناضلين عدنان وشاح وأحمد خالد نزال. الخطاب الذي نقل كل السامعين إلى الاعتقاد أننا ثلاثة شبان مسيحيين من أهل فلسطين يدافعون عن رسالة رسول السلام في بلادهم وذلك إلى درجة أن مراسل صحيفة الاتحاد التابعة للحزب الشيوعي الفلسطيني الذي حضر الجلسة كتب اسمي (بولس جبرا )في تقريره الصحفي عن تلك الجلسة وكانت النتيجة أن أصدرت المحكمة حكمها علينا بالسجن المؤبد الإضافي لمؤبداتنا السابقة وإضافة خمسة عشرة عاما لكل منا على الكلمة التي ألقاها أمام هيئة المحكمة والتي كان رئيسها يهوديا فلسطينيا ولشدة إعجابه بكلماتنا استاذن هيئة المحكمة ليقوم هو شخصيا بترجمة كلماتنا من العربية إلى العبرية حيث عرف على نفسه أمامنا بقوله انا يهودي فلسطيني وخريج القاهرة في القانون قبل عام 1948.
لقد سقت هذا القصة لأقول للسيد الرئيس أن على قادة شعبنا ومناضلينا وكل هيئاتنا السياسية والدبلوماسية والإجتماعية والثقافية والإعلامية أيضا أن يتحدثو دوما بهدوء لكن دون أن يلقو من أيديهم جانبا العصا الغليظة لأنه بالقائنا للعصا الغليظة جانبا سنساق في تراجيديا قومية لم يحدث مثلها في التاريخ إلى الجثمانية والذبح كما الخراف على مذبح نهجانا الخاطئ وغبائنا في ادارة أعقد أنواع الصراعات الإقليمية والدولية على بلادنا في التاريخ.
إن المطلوب سيدي الرئيس هو قلب هذه الصفحة رأسا على عقب والاستجابة الفورية لمطالب جماهير شعبنا الداخلية والخارجية والانتقال اليوم وليس غدا إلى التحالف مع القوى المحلية والإقليمية والدولية المعادية لأعداء شعبنا وقضيته الوطنية العادلة واعادة بناء مواقفنا واستراتيجيات كفاحنا الوطني على قاعدة الإبقاء على العصا الغليظة في يد شعبنا ومناضلينا دون تغييب لغة التحدث بهدوء مع العالم وغير ذلك أرى أنه دوران مشبع بالشلل والسلبية في الحلقات المفرغة من التاريخ وعديمة الجدوى من التمسك (بالسايتغراها) واستخدامها في غير مكانها السليم من الصراع الدائر على وجودنا وحقوقنا الوطنية غير القابلة للتصرف ومن أي كان. ..

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();