الرئيسية / آراء ومقالات / إقالة وزير خارجية البحرين في عيون الصهاينة.

إقالة وزير خارجية البحرين في عيون الصهاينة.

تنويه للضرورة: نحن في حزب الحركة القومية لا نعترف بالكيان الصهيوني ولا بمسمياته، وإن تم استخدام مفهوم ” إسرائيل” فهو ضمن الاقتباس حيث تقتضي ضرورة الاقتباس.. نقلاً عن المصادر التي تستخدم هذا التعبير المزور

نشرت صحيفة The Times of Israel الصهيونية مقالاً مطولاً تحلل فيه أسباب إقالة وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، واستبداله بالوزير عبد اللطيف بن راشد الزياني، حيث وصفت الصحيفة الاستبدال بالإطاحة بكبير الدبلوماسيين المخضرم مع إشارة تمهيدية لعدم وضوح أسباب الإقالة المفاجئة.
وفي مقال كتبه الصحفي الصهيوني آدم راسغون، و تحت عنوان “ما السبب وراء إقالة وزير خارجية البحرين المناصر لإسرائيل خالد بن أحمد آل خليفة؟” استهل المقال بـ “بينما يواصل القادة الإسرائيليون إبداء الحماس إزاء التقارب المتزايد للدولة اليهودية مع أجزاء من العالم العربي، تمت إقالة أحد أبرز المؤيدين لهذه العملية – المسؤول الخليجي الوحيد الذي دافع مراراً ليس عن حق إسرائيل في الوجود فحسب، بل عن حقها في الدفاع عن نفسها عسكريا – من منصبه.”
وحسب المقال فلا يوجد عند المحللين وصفاً أدق من تخفيض رتبة خالد بن أحمد آل خليفة، مع تأكدهم لخلفيات قرار الملك البحريني، ويرى الباحث الصهيوني في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب يوئيل غوزانسكي “علينا أن نتوخي الحذر وعدم الإسراع إلى استنتاجات. ولكن وزير الخارجية هذا كان في السنوات الأخيرة مؤيدا لإسرائيل بصورة كبيرة ولكنه عاد في الأسابيع القليلة الماضية إلى موقف أكثر تحفظا وتقليدي أكثر تجاه إسرائيل”

على وجه التحديد، كان غوزانسكي يشير إلى خطاب لآل خليفة في 23 نوفمبر في مؤتمر إقليمي عُقد في المنامة، حيث لم يكن لوزير الخارجية خلاله أي كلمات طيبة ليقولها عن إسرائيل، حيث أعرب عن أسفه لأن إسرائيل “لا تزال تتجاهل القانون الدولي … في الوقت الذي توسع فيه مستوطناتها في الضفة الغربية وتواصل احتلالها لهضبة الجولان”.

وأضاف آل خليفة أن( إسرائيل يمكنها فقط “الاستفادة حقا من تحسين العلاقات مع المنطقة” إذا أظهرت رغبتها في صنع السلام والتزمت بإنشاء دولة فلسطينية).

وقال غوزانسكي: “لقد رأيت هذا الخطاب بمثابة فأل سيء… لقد اتخذ خطوتين إلى الوراء من تصريحات سابقة حول رغبته بتحسين العلاقات مع إسرائيل. ربما ذهب أبعد مما يجب”.

وافترض غوزانسكي أن السلطات الموجودة في البحرين قد تكون وصلت إلى استنتاج بأن الإدارة الأمريكية – التي نشرت الجزء الأول من خطتها للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في المنامة – لن تقوم بنشر الجزء الثاني من الخطة في أي وقت قريب. “أو ربما أنهم قلقون بشأن إيران وعناصر متطرفة أخرى. ربما قال لهم رعاتهم السعوديون ’لقد تماديتم’؟”

خصص موقع “العربي” الإخباري، وهو موقع أسسه عزمي بشارة، عضو سابق في الكنيست الإسرائيلي الذي تعتبره إسرائيل فارا من وجه العدالة وهو مقرب من قطر، مقالا مطولا ناقش مختلف التكهنات حول التعديل الوزاري في البحرين.

من بين الأسباب المحتملة التي تم ذكرها في المقال وراء إبعاد آل خليفة “مواقفه العدائية” تجاه إيران وقطر، وسمعته باعتباره “أحد عرّابي التطبيع مع إسرائيل”، وتصريحاته العلنية المؤيدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والمؤامرات داخل القصر في المنامة .

ويقول سيمون هندرسون، وهو خبير بارز في شؤون البحرين في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن ترك آل خليفة لمنصبه لم يكن غير متوقع لأن وزارة الخارجية في المنامة أصبحت “سفينة غير سعيدة” تحت قيادته.

وقال هندرسون لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن آل خليفة لم يوفر “القيادة البيروقراطية التي أرادها الدبلوماسيين البحرينيون”.

وأضاف هندرسون أن آل خليفة، هو بنفسه فرد من أفراد العائلة المالكة، هو حليف لولي العهد سلمان، قائد المعسكر المعتدل في المملكة البحرينية.

وقدّر أن إبعاد آل خليفة سيؤدي على الأرجح إلى “تغييرات تجميلية في السياسة”، مضيفا أن الوزير المنتهية ولايته كان “داعية قويا لتطوير اتصالات مع إسرائيل، وكان صريحا أيضا في إدانته للجارة قطر. وقد يخفف الزياني من هذا الخطاب، ربما في كلتا القضيتين”.

وقال هندرسون إن الدور المقبل لوزير الخارجية المنتهية ولايته في تشكيل السياسة الخارجية “قد يكون ضئيلا للغاية”، على الرغم من لقبه الفاخر “مستشارا دبلوماسيا” للملك حمد.

أيا كان السبب الحقيقي وراء التعديل الوزاري، فلقد حاولت جميع الأطراف إظهار الجانب الإيجابي للمسألة.

في إعلانه في الثاني من يناير، أشاد ولي العهد الأمير سلمان بنجاح خليفة على رأس وزارة الخارجية، “لا سيما إسهامه في النهوض بالأجندة الدولية للمملكة والترويج لها”، وتابع متمنيا له “كل التوفيق في منصبه الجديد” كـ”مستشار لجلالة الملك للشؤون الدبلوماسية”.

في اليوم نفسه، استخدم آل خليفة، الذي يصف نفسه بأنه “مسافر حول العالم ومحب للمتعة”، موقع “تويتر” للإشارة إلى موافقته على هذا التغيير وكتب “خدمت سيدي صاحب الجلالة ووطني بكل ما أوتيت من جهد و استطاعة ، و سأظل اخدمهم ما حييت . كما تشرفت ايما تشريف بالعمل تحت إمرة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أعاده الله لنا سالمًا غانمًا و صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين . و الان أسلم الراية لأخ قدير عزيز تعلمت منه الكثير”.

 

بعد أيام قليلة، استقبل الملك حمد وزير خارجيته المنتهية ولايته في قصره، وتمنى له النجاح وأشاد “بالجهود القيمة” التي بذلها لتعزيز العلاقات الخارجية للبحرين.

من جانبه، شكر آل خليفة الملك على الدعم الذي حصل عليه على مر السنين، وأضاف أن “التعليمات الهامة” التي قدمها جلالته مكنته من قيادة الدبلوماسية البحرينية إلى مستويات جديدة لم تُعرف من قبل والدفاع عن “مصالح المملكة في الخارج وتعزيز موقفها الريادي إقليميا ودوليا”.

وأظهرت صورة من اللقاء، تم نشرها على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية، الرجلين وهما يبتسمان أحدهما للآخر – ولكن يجلسان بعيدا  عن بعضهما البعض.

يوم الاثنين، استقبل آل خليفة الزياني في وزارة الخارجية. وبصورة غريبة، أشار بيان صدر بعد اللقاء بينهما إلى أن كل منهما أغدق  الآخر بكلمات المديح ولكنهما تجاهلا تماما الفيل في الغرفة – أن الوزير المخلوع يستقبل خليفته المعين.

 

ولا يُعرف إلا القليل عن تأثير الزياني المنشود على السياسة الخارجية البحرينية، التي يضع الملك مبادءها الأساسية.

في إشارة إلى حقيقة أن آل خليفة ما كان سيجرؤ على وضع نفسه على أنه صديق للكيان الصهيوني دون الحصول على ضوء أخضر من القصر الملكي، يفترض بعض المحللين أن المنامة ستواصل نهجها العام في التقارب مع القدس – ولكن بصورة أقل علنية.

عبد الطيف بن رشيد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي

وحسب وصف الصحيفة ” في إسرائيل، بالكاد لوحظ ترك آل خليفة الوشيك لمنصبه، ويشير سياسيون في القدس إلى أنهم يتوقعون استمرار الدفء في العلاقات مع الخليج دون انقطاع، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة يوم الأحد، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن “الفرصة لتطوير علاقات جديدة مع البلدان العربية، هذه الإمكانية أكبر من أي وقت مضى”، وأضاف “إننا نعمل على ذلك، أنا أعمل على ذلك، في كل يوم، بما في ذلك مؤخرا. أعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يأتي بثماره”.

 

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();