الرئيسية / آراء ومقالات / سيناريو الحريري وسلاح المقاومة/خربشات طوني حداد.

سيناريو الحريري وسلاح المقاومة/خربشات طوني حداد.

طوني حداد- لبنان

إصرار “المناضل” سعد الحريري على حكومة اختصاصيين يختارها بنفسه دون تدخل حزبي هو مايثير الريبة وليس العكس .
يقول البعض فليتخفف حزب المقاومة من التركة الثقيلة وليدع “الحريري” يقلع شوك فساد مزمن عمره ثلاثين عاماً بنفسه وليتحمل مسؤولية قراره بخصوص شكل الحكومة التي يصر عليها .
لم يكن “الحزب” في يوم من الأيام منذ انطلاقته إلّا زاهدا بالسلطة ولم ينخرط بها فعلياً على مستوى الحكومات إلا عقب اغتيال الحريري الأب وكان الهدف من هذا الانخراط حماية المقاومة من محاولات أعدائها “صهاينة لبنان” اشهار سيف ال1559 الذي يستهدف رأسها بالأساس من خلال إعادة طرحه على طاولة حكومة لاتمثيل للمقاومة أو حلفائها فيها .
مايطرحه الحريري اليوم بالشكل حكومة إنقاذية من الاختصاصيين لكن بالمضمون ماهي الضمانات السياسية التي يمكن أن يقدمها هذا الذي بات واضحاً أنه ليس صاحب قرار للمقاومة بخصوص سلاحها ؟
طبعا لاقوة بالعالم تستطيع نزع هذا السلاح عنوة لكن لنتخيّل “السيناريو” التالي :
شكّل سعد الحريري حكومة “تكنوقراط” كما يسميها لاتدخل حزبياً فيها ولاتمثيل للمقاومة وحلفائها في عدادها وقرّرت هذه الحكومة أن لاحلّ إنقاذياً للاقتصاد اللبناني الموشك على الإفلاس سوى بمحاباة ومراضاة أميركا والدول الغربية وفي طليعتها فرنسا وبريطانيا فضلاً عن “نواطيرهم” من أعراب الغاز والكاز , وثمن هذه المراضاة هو تأكيد هذه الحكومة على تبنيها للقرار 1559 بما يعني الدعوة إلى تسليم سلاح المقاومة للجيش اللبناني -حرصاً على أمن الكيان الغاصب أولاً وأخيراً- وهذا التبنّي لايحتاج لمصادقة مجلس النواب لأنه قرار دولي صادر عن مجلس الأمن .
إذا ماحدث هذا مالعمل ؟
لبنانياً وبالمطلق لايمكن تنفيذ هذا “الحلّ المزعوم” لذلك ستلجأ هذه الحكومة “لتدويل الأزمة”, ماسيجعل الوضع في لبنان أشبه بالحالة “اليمنيّة” , حكومة تعتبر نفسها “شرعية” مدعومة من قوى الهيمنة والاستعمار و”صبيانها” -استنساخ حكومة “عبدربه منصور هادي” – وبالمقابل محور المقاومة الذي شعاره القديم والجديد هو ماقاله سيد المقاومة :
“اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها” .
هذا “السيناريو” سيدخل البلد في حالة انقسام عميق وحروب تستدعي ذئاب “داعش والنصرة” وأشباهها إلى الداخل اللبناني .
بالنتيجة وباختصار فإن مسألة حكومة “تكنو قراط” أو حكومة “تكنو سياسية” ليست ترفاً تفصيلياً أو “كباش” محلي لاستعراض القوة .
هي “حصان طروادة” الذي يستسقي دماءنا بواسطة حكومة مشبوهة يُراد منها أن تكون الجاسوس “سينون” الذي أدخل حصان الموت إلى “طروادة” .

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();