الرئيسية / آراء ومقالات / الاغتيالات الصهيونية من القسام الى بهاء ابو عطا..!.

الاغتيالات الصهيونية من القسام الى بهاء ابو عطا..!.

نواف الزرو
من الشهيد المجاهد الشيخ عز الدين القسام..الى الشهيد المجاهد الشيخ احمد ياسين، الى الشهيد المناضل ابو علي مصطفى..الى الشهيد الرئيس الرمز ياسر عرفات..مرورا بكوكبة طويلة من القادة الشهداء مرورا بالمبحوح ووصولا الى الشهيد بهاء ابو العطا الذي تم اغتياله فجر امس الثلاثاء 2019/11/11..يكاد لا يمر يوم او حدث في المشهد الفلسطيني الا وتنطلق اصوات صهيونية تطالب بالعودة الى سياسة الاغتيالات والتصفيات النوعية ضد القيادات الفلسطينية من الوزن الثقيل من وجهة نظرهم، اي تلك القيادات العسكرية اولا التي تعمل في قلب الميدان تنظيما وتدريبا وتوجيها، وتلك القيادات المرشدة الموجهة التي تحمل عقيدة ولها تاثير جماهيري واسع.
ويعود تاريخ سياسة الاغتيالات الصهيونية إلى بدايات القرن الماضي، حيث نظر وخطط وأدلى وسوغ كبار المفكرين والمنظرين الصهاينة للاغتيالات المفتوحة وللإرهاب الدموي والتدميري ضد الشعب الفلسطيني، ما ترتب عليه لاحقاً سلسلة لا حصر لها من جرائم الحرب الصهيونية ضد أهل فلسطين.
ففي 20/نوفمير/1935 استشهد الشيخ عز الدين القسام…وبعدها بايام في /1935/12/2 عقد بن غوريون اجتماعا طارئا للقيادة الصهيونية في حزب مباي لبحث قضية واحدة: كيف ظهر بين الفلسطينيين والعرب قائد مجاهد محارب شعبي كبير كالقسام، الذي قاد المقاومة وشكل تهديدا حقيقيا لمشروعهم..
قال بن غوريون ” أنه لأمر خطير جداً، أنها المرة الأولى منذ أن تفجر الصراع بيننا وبين العرب أن يبرز زعيم عربي يحمل فكرة ومبدأ ويضحي بنفسه في سبيلهما، أن هذا التطور ستكون له أبعاد عميقة، وذلك لأن كل الزعماء الذين واجهناهم حتى الآن لا يحظون باحترام جماهيرهم، أن هؤلاء الزعماء يبيعون شعوبهم من أجل مصالحهم الخاصة”.
ومنذ ذلك الوقت تبنت الحركة الصهيونية سياسة تصفية القيادات الفلسطينية والعربية التي تشكل تهديدا لمشروعها.
فقد حظيت عمليات الاغتيال ضد القيادات والنخب والناشطين الفلسطينيين بمباركة صناع القرار الإسرائيلي على أعلى المستويات، كما حظيت بمباركة القضاء العسكري لدولة الاحتلال، إذ “بارك الجنرال باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية الاسبق ووزير الحرب عدة مرات عمليات الاغتيال وحيا منفذيها معتبراً إياها تندرج في إطار سياسة الدولة في مكافحة الإرهاب “. وكذلك كان بلدوزرهم في الارهاب شارون قد اعتبر” أن سياسة الاغتيالات التي ينتهجها في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية هي الأفضل التي تلبي احتياجات إسرائيل الأمنية “، ولتواصل حكومات اسرائيل تبنيها العلني الصريح لسياسة الاغتيالات مؤكدة: ” أن سياسة الاغتيالات المحددة الأهداف التي تتبعها إسرائيل ستسمر”.
لنصبح بالتالي أمام مشهد إرهابي إسرائيلي واضح المعالم والخطوط والأهداف، وأمام سياسة اغتيالات إسرائيلية رسمية ومشرعة من قبل أعلى المستويات السياسية والقضائية والأمنية الإسرائيلية، ولتتبلور سياسة”إطلاق الرصاص باتجاه عناوين محددة “، ولتغدو ” النخب والقيادات الفلسطينية كلها عدواً في دائرة التصويب والقنص”، لنتوقف في الخلاصة المكثفة المفيدة اننا عملياً أمام دولة اغتيالات ” تقوم باغتيال الفلسطينيين بشكل منهجي ومبرمج وبدون محاكمة وبدون سماع شهود وبدون شهود دفاع .. هذه هي حقيقة الوجه الاسرائيلي وحقيقة “دولة إسرائيل” لمن يصر على التهرب من مواجهة الواقع وطبيعة الصراع..!.
فالحرب الصهيونية مستمرة ببالغ الاصرار الاجرامي على الفصائل والانتفاضة.. وعلى القيادات والرموز الجهادية النضالية الوطنية الفلسطينية..
والهدف الكبير: التصفية الجسدية لكبار وشيوخ الجهاد والنضال الفلسطيني.. والهزيمة المعنوية والارادية للشعب الفلسطيني وتركيعه وفرض الشروط والاشتراطات السياسية والامنية الصهيونية عليه..
والهدف الاكبر والابعد: اغتيال فلسطين وتهويدها بالكامل من المية للمية، على حساب اغتيال المشروع الوطني الاستقلالي الفلسطيني.
غير ان حسابات الحقل لا تأت على قدر حسابات البيدر لديهم، فرغم جرائم الاغتيالات المفتوحة من القسام الى بهاء ابو العطا مرورا بمئات الشهداء الذي سقطوا اغتيالا، فان الشعب الفلسطيني يغدو دائا اقوى وأشد صمودا واصرارا، ويؤكد ان حالة الاشتباك مع هذا المشروع والكيان الصهيوني الاجرامي اشتباك مفتوح عابر للأجيال والأزمان حتى هزيمة ذلك المشروع والكيان وتحرير فلسطين كاملة من براثنهم.

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();