الرئيسية / آراء ومقالات / الإخونج المموّهون

الإخونج المموّهون

السيد شبل/ كاتب وباحث صحفي- مصر

إنها لمأساة أن يجادل شخص ما لنفي إخوانية ” عبد القادر بن قرينة ” المرشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية التي ستجري في ١٢ ديسمبر ٢٠١٩!!.. رغم أن الحزب الذي ينتسب إليه، وهو “حركة البناء الوطني”، قد تم تأسيسه حرفيًا على هدي جماعة الإخوان، و”مصطفى بلمهدي” زعيم هذا الحزب وقت ميلاده كان قد تم اختياره في ٢٠١٣ مراقبًا عام للجماعة بواسطة مكتب الإرشاد في القاهرة كما جاء في تصريحات جمعة أمين نائب المرشد العام للإخوان.

حدوث خلافات بين أحزاب إخوانية حول تمثيل الإخوان، أو وجود حزب مثل (حركة مجتمع السلم “حمس”) الذي يظهر كأنه أكثر تعبيرا عن الإخوان انطلاقا من كونه الأقدم زمنا.. لا ينفي إخوانيّة الجميع، مع العلم بأن “بن قرينة” كان أحد مؤسسي “حمس”، وتولى وزارة السياحة في النصف الثاني من التسعينيات بناءا على كونه جزء من “حمس” (ملحوظة: إخوان حركة حمس بزعامة محفوظ نحناح كانوا متحالفين مع الدولة وقت العشرية السوداء، ليس رفضا للإرهاب، بقدر ما هو انتهاز لحالة يبدو فيها الإخونج أقل تطرفا من السلفية الجهادية، وحتى لا يتركون فرصة للوصول إلى السلطة دون تفويتها، وقد حصدوا مناصب وزارية بناء على هذا التحالف، وكانوا أصحاب أفكار رجعية للغاية أربكت الدولة في حربها مع الإرهاب – بمعنى أنهم لم يذوبوا في الدولة، بل حاولوا تذويب الدولة فيهم-).

“عبد القادر بن قرينة” لا يمكن حتى تشبيهه بالإخواني “عبد المنعم أبو الفتوح” الذي انفصل عن تنظيم -وليس فكر- الإخوان بعد ٢٠١١، وأسس حزب جديد إسلامي هو “مصر القوية” بجرعات ليبرالية ربيعيّة.. “بن قرينة” إخواني صريح وحزبه إخواني حتى النخاع، وفيه ما في الإخونج من رقص على الحبال ومداراة.

نُذكّر أخيرا أنه في حالة نجاح “بن قرينة” سيكون إخوان “حركة البناء” قد أمسكوا بمنصب رئيس الجمهورية بالإضافة لمنصب رئيس البرلمان الذي يُمسكونه بالفعل حاليا بواسطة “سليمان شنين”.. والعاقبة عندكم في المسرّات !!.

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();