الرئيسية / الصراع العربي الصهيوني / الأفضل هو من يقتل أكثر| انتخابات الكيان الصهيوني والنتائج

الأفضل هو من يقتل أكثر| انتخابات الكيان الصهيوني والنتائج

ما يحكم الإنتخابات في الكيان الصهيوني هو المقدمة المجتمعية والتي هي بالأساس تركيبة بالغة التنوع والتعقيد، فهو كمجتمع يحفل بمجموعة من الانقسامات التي يندر أن توجد في مجتمع آخر، فهناك ما يعرف بالانقسام القومي معرفاً بأنه الشرخ بين اليهود والعرب، باعتبار أن الصهيونية تعرف اليهودية على أساس أنها قومية، وهناك ما يعرف بالانقسام الديني داخل المجتمع اليهودي ما بين الديني والعلماني، والانقسام الطائفي ما بين الشرقيين القادمين من أفريقيا وآسيا، والغربيين القادمين من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ثم نصل إلى الانقسام الإثني القادم عبر المنطقة التي قدم منها مواطن الكيان الصهيوني، وهناك الانقسام الأيدولوجي ما بين اليمين وبين اليسار حسب المنطق الصهيوني، ثم الانقسام الطبقي، والانقسام المناطقي بما يقارب المفهوم الجهوي، أهم ما قد يحكم سير أي انتخابات في الكيان ضمن كل هذه التناقضات هما التناقض القومي والتناقض الديني- العلماني.

في الوقت الذي بدأت فيه فرز الأصوات في ما يسمى بالمغلفات المزدوجة في انتخابات الكنيست، قامت لجنة الانتخابات المركزية بتحديث الإحصاء صباح الأربعاء، ومنحت حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مقعدًا إضافيًا، مما رفع كتلة مؤيديه إلى 59 مقعدًا.

وبعد فرز 97% من الأصوات، حصل ليكود على 36 مقعدًا، فيما بقي الحزب “أزرق أبيض” المتنافس مع 32.

وبقيت مقاعد باقي الأحزاب على حالها: سبعة لصالح “يهدوت هتوراة”، وسبعة ل”يسرائيل بيتينو”، وسبعة لحزب العمال-جيشر-ميرتس، وستة ل”يمينا”.

وبناءً على هذه المقاعد، سيحصل الليكود وحلفاؤه على 59 مقعدًا بالإجمالي. وتحتاج الكتلة الدينية اليمينية التي تدعم نتنياهو – المؤلفة من الليكود وشاس ويهدوت هتوراة ويامينا – إلى 61 مقعدًا لتشكيل الحكومة.

وبدأ فرز ما يسمى بأصوات المغلفات المزدوجة من الجنود وموظفي الشرطة والدبلوماسيين والمواطنين المعاقين ومرضى المستشفيات والموظفين والسجناء بين عشية وضحاها.

الحكومة المُقبلة: أكثر استقرارًا وأكثر عدوانيّة

من المتوقع أن تتشكل حكومة نتنياهو المقبلة من كُل من: الليكود (35)؛ الأحزاب الحاريدية (16)؛ كولانو (4)؛ ائتلاف أحزاب اليمين (5)؛ إسرائيل بيتنا (5). ويشكلون سويا 65 عضو كنيست، وهو ائتلاف مستقر نسبيا. أما السيناريو الآخر غير المستبعد خاصة على المدى البعيد، أي بعد تشكيل الحكومة، فهو سيناريو تفكيك ائتلاف “أبيض أزرق”، وانضمام أطراف بداخله لحكومة نتنياهو، وهو ما يذكرنا بما قام به نتنياهو مع ائتلاف “المعسكر الصهيونيّ”، إذ أدار طيلة أشهر مفاوضات مع إسحاق هرتسوغ لضمه إلى الائتلاف الحكومي دون أن تفضي المفاوضات إلى أي خطوة جدية، باستثناء تفكيك المعسكر الذي طرح ذاته بديلًا لنتنياهو، وفاوض على الانضمام إلى حكومة نتنياهو ذاته، وهو ما يعتبر سلوك تاريخي داخل أروقة السياسة وتشكيل الحكومة في تاريخ حكومات الكيان الصهيوني، خاصة بعد استحواذ اليمين عليه منذ 2009.

 

فكرة الجدار الحديد أو ما يسمى بأيدولوجيا جابوتنسكي: جادل زئيف جابوتنسكي في أحد مقالاته عام 1923 بأن الاستيطان لفلسطين يجب أن يمضي قدماً خلف جدار حديد من التفوق العسكري الكاسج، وهذا لأنه الطريقة الحيدة التي يمكن أن يوافق بموجبها العرب على وجود الكيان الصهيوني كدولة قومية لليهود، لذا وحسب جابوتنسكي فإن الطريقة الوحيدة للوصول إلى إتفاقية هو بالتخلى التام عن أي فكرة تسعى لإبرام اتفاقية.

 

على الصعيد الأيديولوجيّ، يُمكن القول إن الحكومة الحاليّة التي ينوي نتنياهو تشكيلها تتراوح ما بين جابوتنسكي واليمين القوميّ، الذي يرى في القوّة المُفرطة الأساس الذي يبني عليه سيطرته على الفلسطينيين والعرب عمومًا؛ وبين اليمين الكهانيّ الذي يرى في أرض إسرائيل الكُبرى التوراتيّة أساس الحكم، ويرى كُل من يسكنها من غير اليهود خدمًا لليهود وأغيارًا. فيشكّل حزب “إسرائيل بيتنا” وما يُعادل نصف “الليكود” الشق اليمينيّ القوميّ في الحكومة، ويُمثّل “ائتلاف أحزاب اليمين” الشق الكهانيّ، وما بينهما “الحاريديم” الذي تحالف مع اليمين القوميّ إستراتيجيًا للحفاظ على ميزانيّاته ومواقعه التي يهدّدها اليمين العلمانيّ الاجتماعيّ الذي يمثّله لابيد وغانتس.

أمّا المُثير للاهتمام أكثر، فهو تحوّل الحزب الموازن للحكومة، من حزب “كولانو” الذي حاز في الانتخابات السابقة على 8 أعضاء كنيست، إلى حزب “إسرائيل بيتنا”. إذ على الرغم من أن كليهما يمين قوميّ، إلّا أن رؤية كحلون الذي أطلق حملته الانتخابيّة تحت شعار “يمين عاقل”، للعلاقة ما بين القضاء والتشريع تختلف كليًا عن رؤية ليبرمان الذي يهتم بملف الأمن على حساب الملفّات الأخرى، ويُعاديّ القضاء لأسباب عدّة أهمها الملفّات الجنائيّة التي أطاحت بالعديد من المقرّبين منه، ما يرجّح أن تكون الحكومة المُقبلة أكثر عسكريّة وأمنيّة وعدوانيّة تجاه الفلسطينيّين وقضيّتهم السياسيّة.

مصادر:

قراءة في الانتخابات الإسرائيليّة: النتائج والتوقّعات-رازي نابلسي

 

عن harka

شاهد أيضاً

المطبعون يتنحون بالشريعة/دراسة.

لمؤسسة الشريعة وجهان تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه التطبيع، موقف متورط في الخطاب التطبيعي ومروج له، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();