الرئيسية / آراء ومقالات / احتمالات الحرب في لبنان.

احتمالات الحرب في لبنان.

احتمالات الحرب في لبنان تعتمد على القضايا التالية:

أولا: أزمة الغاز الروسي، التي وضعت أولوية استخراج العدو للغاز من المتوسط لبيعه للسوق الأوروبي، بدرجة أولوية أكثر أهمية من حصار لبنان

ثانيا: انتقال قلب العالم وسلم الأولويات بالنسبة لأمريكا من منطقة الشرق الأوسط إلى محيط روسيا والصين

ثالثا: الصراع بين مقولتين أمريكيتين:
الأولى، محاولة ترتيب تفاهمات (منتصف الطريق) مع إيران وسوريا وقوى المقاومة، بما في ذلك تفاهمات من نوع وشكل جديد مع حلفاء أمريكا السابقين (مصر، تركيا، السعودية، الإمارات.. الخ)

الثانية، البحث عن حلول مستدامة مقبولة أمريكيا في الإقليم (مركز صهيوني ومحيط عربي تابع)

اندلاع الحرب في لبنان، إن حدث، سيدل على قرار أمريكي بتفجير الإقليم للمغامرة ومحاولة خلق واقع عسكري وسياسي جديد، يسمح بإعادة تشكيل المنطقة وفق الرؤية الأمريكية الصهيونية، وبالتالي هذه الحرب لن تكون من أجل الغاز، وإن كان العنوان المباشر لها، ولكنها محاولة جديدة بعد فشل حرب تموز 2006 لخلق “الشرق الأوسط الجديد”، وبعد فشل عنوان “الربيع الأمريكي”، لإنهاء أكبر قوة فاعلة في الإقليم وهي حزب الله.

وبالتالي وتحت هذا العنوان، المقاومة اللبنانية والدولة اللبنانية ككل ستجد نفسها أمام تحدي متعدد الأبعاد، إذ أن عنوان الحرب هو إنهاء الحزب نفسه بل وانهاء الدولة اللبنانية بالكامل وتحويلها لمجال حيوي اسرائيلي صرف، باستخدام القوة التدميرية واسعة النطاق، بالتزامن مع ظهور محتمل لمجموعات مسلحة في الداخل اللبناني تم تجهيزها وتسليحها وتدريبها في معسكرات الشركات الأمنية الخاصة (مخلفات البلاك ووتر) في دول اقليمية، مضاف اليه الخلايا التكفيرية النائمة.

ما يطرح مجموعة من الأسئلة لمواجهة الاحتمال المطروح هنا، سواء حول قدرة الحزب بالعمل في مواجهة تهديدات متزامنة في الوقت نفسه، والحفاظ على القدرة للتنسيق مع مختلف القوى المحلية اضافة لمؤسسات الدولة، دون خسارة التركيز في إدارة المعركة والحفاظ على زمام المبادرة التي اختطفتها المقاومة من قلب العدو بإعلانها التصعيد الأخير والتلويح بضرب المنشآت في السواحل الفلسطينية.

والسؤال الثاني، هل سيترك محور المقاومة حزب الله وحيدا في هذه المواجهة؟ والسؤال نطرحه هنا بغض النظر عن قدرة الحزب على إدارة هذه المعركة، ولكن في حال القرار الأمريكي بالتصعيد، المطلوب من المحور عدم تفويت الفرصة، من دمشق إلى فلسطين وصولا إلى اليمن بل والجزائر، بالدخول على خط هذه المعركة، التي إن حدثت قد تفتح الأبواب مشرعة لقلب الطاولة على الأمريكان والصهاينة، وإخراجهم من معادلات الشرق الأوسط نهائيا، وربما بزوع فجر الشرق العربي الحر المستقل الجديد.

عن harka

شاهد أيضاً

دوغين والجغرافيا السياسية لما بعد الحداثة.

يعد ألكسندر دوغين من أهم أعضاء الفريق الاستراتيجي الذي يحيط بالرئيس الروسي، بوتين، كما يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

var x = document.getElementById("audio"); x.play();